قداسة البابا يستقبل مسؤولي وطلاب الأكاديمية الحبرية الكنسية: إنكم مدعوون قبل كل شيء لتكونوا جماعة صلاة

استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الجمعة في الفاتيكان مسؤولي وطلاب الأكاديمية الحبرية الكنسية يتقدمهم عميدها المطران مولور غارسيا. وجه الأب الأقدس كلمة لزائريه استهلها معربًا عن سروره الكبير باستقبالهم، وقال إن الأكاديمية تقدّم خدمة هامة للكرسي الرسولي لأنها تعبر عن قرب خليفة بطرس من الكنائس الخاصة وأمم العالم أجمع.

وتابع قداسة البابا كلمته داعيًا الطلاب ليكونوا، قبل كل شيء، جماعة صلاة، وأضاف: لتكن الإفخارستية التي تحتفلون بها يوميًا، المركز الحيوي وينبوع كل نشاط تقومون به، اليوم وغدًا، حين تخدمون الكرسي الرسولي في دول عديدة. ويصبح نشاطكم هذا أكثر فعالية، قال الحبر الأعظم، عندما تجهدون لتكونوا شهود المسيح، الحقيقة التي تنير مسيرة الشعوب وترشدها. إحملوا إنجيله، إنجيل المحبة القادرة على تجديد القلوب وجعْل التعايش داخل كل مجتمع، إنسانيًا، بكل ما للكلمة من معنى.

وأضاف قداسة البابا يقول: فضلاً عن كونها مدرسة صلاة، تريد الأكاديمية أن تكون على الدوام مكانًا للتنشئة الإنسانية واللاهوتية الحقيقية. واليوم أيضًا ـ وأكثر من أي وقت مضى ـ هناك حاجة لثقافة متينة تقضي، وإلى جانب التنشئة اللاهوتية الضرورية، التعمق بعقيدة الكنيسة وبالخطوط التوجيهية لنشاط الكرسي الرسولي، كنسيًا ودوليا.

وذكّر الأب الأقدس بأنّ الأكاديمية الحبرية الكنسية تأسست منذ ثلاثة عقود، وينبغي أن تكون على الدوام مكانًا للشركة، وأشار إلى أنّ إمكانية الإقامة في روما وانتماء الطلاب لجنسيات مختلفة، يشكلان فرصة ثمينة لتعزيز روح الوحدة والشركة. وهكذا، قال البابا، سيُتاح لكم في المستقبل الاتصال بشعوب متعددة، وممارسة خدمتكم الكهنوتية في كنائس خاصة، تختلف ثقافتها غالبًا عن ثقافة موطنكم الأصلي، داعيا إياهم إلى تفهم ومحبة ودعم كل جماعة مسيحية، ليصبحوا أنّى وُجدوا الخدّام الأمناء لموهبة بطرس، موهبة الوحدة والتلاحم من أجل الجماعة الكنسية بأسرها.

وفي ختام كلمته إلى مسؤولي وطلاب الأكاديمية الحبرية الكنسية أوكل قداسة البابا الجميع إلى حماية العذراء مريم، كيما تساعدهم على النمو في محبة المسيح والكنيسة والتوق دومًا للقداسة، الطموح الأسمى لحياتهم المسيحية والكهنوتية. هذا ومنح الأب الأقدس الجميع بركته الرسولية.