2006-06-02 16:06:51

رسالة قداسة البابا لمناسبة اليوم الإرسالي العالمي 22 تشرين الأول أكتوبر "المحبة روح الرسالة"


لمناسبة اليوم الإرسالي العالمي الموافق تاريخ 22 من تشرين الأول أكتوبر المقبل وموضوعه "المحبة، روح الرسالة"، وجه قداسة البابا بندكتس السادس عشر رسالة قال فيها إن الرسالة التي لا تُوجّهها المحبة، ولا تنبع بالتالي من عمل الحب الإلهي، تتحول ببساطة إلى نشاط اجتماعي. ومحبة الله التي تعطي الحياة للعالم، هي المحبة التي أُعطيت لنا في يسوع، كلمة الخلاص والأيقونة الكاملة لرحمة الآب السماوي. والرسالة الخلاصية تتلخّص في كلمات يوحنا الإنجيلي:"ظهرتْ محبة الله لنا بأنْ أرسل ابنهُ الواحد إلى العالم لنحيا به". ووصية نشر إعلان المحبة هذا أوكله يسوع لتلاميذه بعد قيامته، والرسل الذين تبدّلوا داخليًا يوم العنصرة، وبقوة الروح القدس، بدأوا الشهادة للرب المائت والقائم. ومذ ذاك الحين، تواصل الكنيسة رسالتها التي تشكل لجميع المؤمنين التزامًا دائمًا، لا غنى عنه.

وأشار قداسة البابا في رسالته إلى أنّ يسوع، وعشية آلامه، أعطى تلاميذه الذين اجتمعوا في العلية، وصية جديدة، هي وصية المحبة. والمحبة الأخوية التي دعا إليها الرب تجد ينبوعها في محبة الآب الوالدية. وكما قال يوحنا الرسول في رسالته الأولى:"وكل محبٍّ مولود لله وعارف بالله"، وكما جاء أيضًا في "رسالة الفادي" للبابا الحبيب يوحنا بولس الثاني:"إنّ روح النشاط الإرسالي، أي الحب، يبقى محرك الرسالة والمقياس الوحيد الذي عليه، يجبُ أن يُقاس كل ما يُعمل أو ما لا يُعمل، وما يبدّل أو ما لا يبدّل".

أن نكون مرسلين، أضاف البابا يقول، يعني أن نحبّ الله بكل نفسنا، حتى وإن لزم الأمر، بذل حياتنا من أجله! أن نكون مرسلين، يعني أن ننحني كالسامري الصالح، على حاجات الجميع، سيما الأكثر فقرًا وعوزًا، لأنّ من يحبُّ بقلب المسيح لا يبحث عن مصلحته الخاصة، إنما عن مجد الآب وخير القريب. وهنا يكمن سر النشاط الإرسالي الذي يتخطى الحدود والثقافات، ويبلغ الشعوب وينتشر حتى أقاصي الأرض.

وختم البابا رسالته بالقول: فليكن اليوم الإرسالي العالمي فرصة ملائمة لنفهم بشكل أفضل أنّ شهادة المحبة التي هي روح الرسالة تعني الجميع، إذ ليست خدمة الإنجيل مغامرة فردية، إنما التزامًا تتقاسمه كل جماعة. وشكر قداسته مجمع تبشير الشعوب والأعمال الحبرية الإرسالية على الجهود المبذولة في مختلف أنحاء العالم لدعم الرسالة، وأوكل الجميع إلى حماية العذراء مريم، التي وعند أقدام الصليب، وبصلاتها في العلية، ساهمت في بداية رسالة الكنيسة.








All the contents on this site are copyrighted ©.