2006-05-31 15:54:53

في مقابلة الأربعاء العامة قداسة البابا يتحدث عن زيارته الرسولية إلى بولندا ويوجه نداء من أجل السلام في تيمور الشرقية


غصت ساحة القديس بطرس صباح اليوم الأربعاء بـ 35 ألف مؤمن، قدموا من القارات الخمس للمشاركة في مقابلة الأب الأقدس العامة، وقد تمحورت هذا الأسبوع حول زيارته الرسولية لبولندا، مسقط رأس سلفه الحبيب يوحنا بولس الثاني. وفي ختام مقابلته، وجه قداسة البابا نداء من أجل السلام في تيمور الشرقية، قال فيه:"يتّجه فكري إلى دولة تيمور الشرقية العزيزة التي كانت الأيام الماضية فريسةَ أعمال عنف سبّبت الموت والدمار. وفيما أشجع الكنيسة المحلية والمنظمات الكاثوليكية على المضي قدما في مدّ يد العون للمشردين، إلى جانب المنظمات الدولية، أسألكم أن ترفعوا الصلاة للعذراء القديسة كيما تؤازر بحمايتها الوالدية جهود جميع الذين يساهمون في إحلال السلام".

وبالعودة إلى مقابلة الأربعاء العامة التي تمحورت حول زيارة الأب الأقدس الرسولية إلى بولندا، شكر بندكتس السادس عشر الأساقفة البولنديين، سيما رئيسي أساقفة وارصو وكراكوفيا على اعتنائهما بإعداد هذه الزيارة، لينتقل بعدها متذكرًا جميع مراحلها. قال البابا:" بعد وصولي مطار وارصو، زرتُ الكاتدرائية حيث التقيتُ الكهنة في اليوم عينه الذي تزامن واحتفال الكردينال جوزيف غليمب، رئيس مجلس أساقفة بولندا، بالذكرى السنوية 50 لسيامته الكهنوتية. ومن ثمّ زرتُ كنيسة الثالوث الأقدس اللوثرية حيث ذكّرتُ بإحدى أولويات خدمتي البطرسية، وهو الإلتزام ببناء الوحدة الكاملة والمنظورة بين جميع المسيحيين.

وتابع قداسة البابا مقابلته العامة متذكرًا القداس الإلهي الذي ترأسه في ساحة بيوسودسكي وقال: يحتل هذا المكان قيمة رمزية لأنّه شهد أحداثًا تاريخية، كالقداديس التي ترأسها يوحنا بولس الثاني إضافة إلى مراسم جنازة رئيس أساقفة بولندا ستيفين فيشنسكي. ثمّ عاد الحبر الأعظم بالذاكرة إلى المعابد التي طبعت حياة كارول فويتيوا الكهنوتية والأسقفية: تشيستوهوفا، كالفاريا، الرحمة الإلهية ويازنا غورا. في معبد كالفاريا على مقربة من كراكوفيا، قال بندكتس السادس عشر، سألتُ مريم العذراء أن تساعد الجماعة الكنسيّة في أوقات الشدة. وفي معبد الرحمة الإلهية في يوفينيكي، ذكّرتُ بأنّ الرحمة الإلهية وحدها تنير سر الإنسان. وفي الدير المجاور لذلك المعبد أيضًا، نالت الأخت فاوستينا كوفالسكا رسالة ثقة للبشرية، نقلها يوحنا بولس الثاني.

وبعدها تذكّر قداسة البابا زيارته فادوفيتس، حيث وُلد كارول فويتوا وتعمّد، وقال: في هذا المكان،شكرتُ الرب على عطيته خادم الإنجيل الذي لم يعرف التعب يومًا. فجذور إيمانه العميق ومحبته للجمال والحقيقة ومريم العذراء والكنيسة سيما دعوته للقداسة، موجودة في هذه البلدة التي تربّى فيها. ومن الأماكن العزيزة أيضًا على قلب يوحنا بولس الثاني، كاتدرائية فافل في كراكوفيا، حيث احتفلَ بأول قداس إلهي.

ومن ثم انتقل قداسة البابا ليتحدث عن لقائه الشباب في حديقة بلوني في كراكوفيا حيث سلّمهم رمزيًا "شعلة الرحمة" ليكونوا في العالم مبشّري المحبة الإلهية، وتأمّل معهم بالنص الإنجيلي حول البيت المبني على الصخر، وذكّر بالقداس الإلهي الذي ترأسه صباح الأحد في الحديقة عينها، حيث دعا الجميع ليكونوا أقوياء في الإيمان والرجاء والمحبة. وتابع الحبر الأعظم مذكرًا بشعار زيارته الرسولية لبولندا "أثبتوا في الإيمان"، وقال: هذه هي الوصية التي تركتُها لأبناء بولندا الحبيبة، مشجّعا إياهم على الأمانة للمسيح والكنيسة، كيلا تفقد أوروبا ومعها العالم أجمع، شهادتهم الإنجيلية. ومن واجب جميع المسيحيين أيضًا تقديم هذه الشهادة، كيما تتحاشى بشرية الألف الثالث أخطاء ممثالة لتلك التي وقعت في معتقل أوشفيتز بيركيناو.

وأضاف البابا يقول، أردتُ زيارة هذا المكان بالذات قبل عودتي إلى روما. في معتقل أوشفيتز بيركيناو، وعلى غرار معتقلات أخرى، أباد هيتلر أكثر من ستة مليون يهودي. وفي معتقل أوشفيتز بيركيناو، قُتل زهاء 150 ألف بولندي وعشرات آلاف الرجال والنساء من جنسيات مختلفة. وأمام هول هذا المكان، لا يوجد جواب سوى صليب المسيح.

وختم البابا مقابلته العامة مع المؤمنين قائلا: لا تنسي أيتها البشرية المعاصرة أوشفيتز وباقي "مصانع الموت" التي حاول فيها النظام النازي إلغاء الله ليأخذ مكانه! لا تستسلمي لتجربة الكراهية العرقية التي هي أصل أبشع أشكال معادة السامية! فليعترف البشر مجددا بأنّ الله هو أب الجميع، ويدعونا جميعًا في المسيح، لبناء عالم العدالة والحقيقة والسلام! نرفع هذه الصلاة إلى الرب بشفاعة مريم، فيما نختتم اليوم شهر أيار مايو متأملين بزيارتها إلى نسيبتها أليصابات.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.