2006-05-26 15:47:23

كلمة قداسة البابا خلال اللقاء المسكوني الذي عُقد في فرصوفيا


"عليكم النعمة والسلام من لدن الذي هو كائن وكان يأتي ومن الأرواح السبعة الماثلة بين يدي العرش ومن لدن يسوع المسيح الشاهد الأمين وبكر المولودين من بين الأموات وملك ملوك الأرض". بهذه الآية من رؤيا القديس يوحنا استهل قداسة البابا بندكتس السادس عشر كلمة ألقاها أثناء اللقاء المسكوني الذي عُقد مساء أمس الخميس في كنيسة الثالوث الأقدس في العاصمة البولندية فرصوفيا.

قال قداسته: التقينا اليوم في هذا المكان لنرفع معاً الصلاة والتمجيد والإكرام إلى الرب يسوع المسيح "الذي أحبنا وغسلنا من خطايانا بدمه وجعل منا مملكة من الكهنة لإلهه وأبيه" (رؤيا 1، 5 – 6). ونطلب اليوم عون المسيح الذي صلى للآب السماوي قائلا: "ليكونوا واحداً كما نحن واحد: أنا فيهم وأنتَ فيّ ليبلغوا كمال الوحدة ويعرف العالم أنك أنتَ أرسلتني وأنك أحببتهم كما أحببتني" (يوحنا 17، 23). وقال البابا إنه يرى في هذا اللقاء المسكوني خطوة باتجاه تحقيق الهدف الذي أكد أنه سيعمل من أجله منذ بداية حبريته، ألا وهو بلوغ الوحدة الكاملة والمنظورة بين جميع المسيحيين.

وتابع البابا كلمته متذكراً الزيارة التي قام بها سلفه السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني إلى كنيسة الثالوث الأقدس في فرصوفيا في عام 1991، وقال خلالها: "الوحدة بين المسيحيين تبقي دائماً عطية من الروح القدس، مهما عملنا من أجلها، ونصبح قادرين على نوال هذه الهبة فقط إذا فتحنا عقولنا وقلوبنا على الله من خلال عيش حياتنا المسيحية وبواسطة الصلاة".

يذكرنا القديس يوحنا في سفر الرؤيا ـ تابع بندكتس السادس عشر يقول ـ بأننا نسير جميعنا باتجاه هدف واحد وهو "اللقاء النهائي" مع يسوع المسيح، عندما يكشف لنا معنى التاريخ البشري كله، ومحوره صليب المسيح وتضحيته المخلِّصة. وأكد الحبر الأعظم أن رسالة المسيح يجب أن تبلغ جميع البشر من خلال الأشخاص الذين يؤمنون به، المدعوين إلى الشهادة له في كل ظرف ومكان. يتعين إذاً على تلاميذ المسيح ـ قال قداسته ـ أن يعملوا من أجل الوحدة ليصيروا كمسيحيين علامة مرئية لرسالة الرب الخلاصية الموجهة إلى جميع سكان الأرض.

ومضى الأب الأقدس إلى القول: شهدنا في الآونة الأخيرة تقدماً ملحوظاً تم تحقيقه على طريق الحوار المسكوني، لكننا ما نزال ننتظر تحقيق المزيد. وفي ختام كلمته ردد الحبر الأعظم كلمات المسيح القائل: "عرّفتَهم باسمك وسأعرّفهم به لتكون فيهم المحبة التي أحببتني إياها وأكون أنا فيهم" (يوحنا 17، 26). ثم دعا قداسته الممثلين عن مختلف الكنائس في بولندا إلى وضع ثقتهم بالمسيح الذي "يعرّفنا باسمه"، سائرين كل يوم نحو تحقيق المصالحة الأخوية. كما سأل البابا الله القدير أن تصبح الجماعة المسيحية في العالم كله "جماعة محبة"، تنعكس فيها وحدة الآب والابن والروح القدس.








All the contents on this site are copyrighted ©.