2006-05-24 15:25:34

قداسة البابا يتحدث في مقابلة الأربعاء العامة عن بطرس الرسول ويدعو المؤمنين إلى مرافقته بالصلاة خلال زيارته الرسولية إلى بولندا


غصت ساحة القديس بطرس صباح اليوم الأربعاء بـ 35 ألف مؤمن، قدموا من القارات الخمس للمشاركة في مقابلة الأب الأقدس العامة، وقد تمحورت هذا الأسبوع حول "بطرس الرسول". وفي ختام تعليمه الأسبوعي، وجه البابا نداء دعا فيه جميع المؤمنين إلى مرافقته بالصلاة خلال زيارته الرسولية إلى بولندا من 25 وحتى 28 من الجاري، وقال سأتوجه غدًا إلى بولندا، موطن البابا الحبيب يوحنا بولس الثاني، لأزور الأماكن التي طبعت حياته وخدمته الكهنوتية والأسقفية. أشكر الرب على هذه الفرصة التي تسمح لي بتحقيق رغبة أحملها في قلبي منذ فترة طويلة. إخوتي وأخواتي الأعزاء، أضاف البابا يقول، أدعوكم لمرافقتي بالصلاة أثناء هذه الزيارة الرسولية التي أكلها إلى العذراء القديسة المُكرّمة جدًا في بولندا. فلتكن العذراء مرشدة لخطواتي كيما تترسّخ الجماعة الكاثوليكية البولندية في الإيمان. ولتنل مريم لهذه الأمة ربيع إيمان متجدّد، من خلال إبقاء ذكرى سلفي العظيم، حيّة للأبد.

وبالعودة إلى المقابلة العامة التي تمحورت حول "بطرس الرسول"، قال الأب الأقدس: على غرار التلاميذ الأحد عشر، تآلف بطرس رويدًا رويدًا مع فكر المعلّم. فكان يصغي إلى كلامه ويراقب تصرفاته ويُدهَش بأعاجيبه، سيما معجزة الخبز التي جاءت بعد حوار بين يسوع وتلميذيه فيلبس وأندراوس الذي لفت انتباه يسوع إلى وجود صبي معه خمسة أرغفة وسمكتان. وهذه الأرغفة الخمس أشبعت الجمع.

ومن ثمّ كُلِّف الرسل، وبينهم بطرس، وبعد تكثير الخبز والسمك، بجمْع الكِسر التي فضلت. "فجموعها وملأوا اثنتي عشرة قُفة من الكِسر التي فضلت عن الآكلين من خمسة أرغفة شعير" (يوحنا 6، 12 ـ 13). ولاحقًا، عندما أراد الجمع اختطاف يسوع ليقيموه ملكًا، ابتعد المعلّم عنهم وعاد وحده إلى الجبل.

وفي اليوم الثاني، أضاف قداسة البابا يقول، ترجم يسوع العجبية في مجمع كفرناحوم، وقال:"أنا الخبز الحي الذي نزل من السماء، من يأكل هذا الخبز يحي للأبد. والخبز الذي أنا أعطيه هو جسدي الذي أبذله ليحيا العالم". (يوحنا 6، 51). نعلم أنّ كلمات المعلم وتصرفاته كانت عسيرة بالنسبة للناس، وحتى للرسل أنفسهم. وقد ارتدَّ أيضًا كثير من تلاميذه وانقطعوا عن السير معه.

ونتصوّر أيضًا قال البابا أنّ كلام يسوع كان "عسيرًا" لبطرس نفسه. ولكن، عندما سأل يسوع الإثني عشر:"أفتريدون أنتم أن تذهبوا مثلهم؟"، أجابه سمعان بطرس قائلا:"ربّ، إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك! نحنُ آمنّا بك وعرفنا أنّك قدورسُ الله" (يوحنا 6، 66 ـ 69). بكلماته هذه، بدأ  بطرس شهادة إيمان الكنيسة المسيحاني، وأصبح الناطق باسم باقي التلاميذ. ولكنّ هذا لا يعني أنّه فهم سرّ المسيح بكل عمقه، إذ كان إيمانه في بدايته، وعرف كماله فقط خلال الأحداث الفصحية.

وكَرَم بطرس، أضاف قداسته يقول، لم يحمه من المخاطر الملازِمة للضعف البشري. لقد تبع يسوع باندفاع وتخطى تجربة الإيمان، مسلمًا ذاته إليه. وأتى الوقت أيضًا الذي استسلم فيه للخوف وأنكر المعلّم (مرقس 14، 66 ـ 72). مدرسة الإيمان ليست مسيرة انتصارية، قال البابا، إنما طريقًا محفوفًا بالآلام والحب، بالتجارب والأمانة التي ينبغي تجديدها كل يوم. فبطرس الذي وعد الأمانة المطلقة، عرف مرارة الإنكار! وعندما سقط القناع وأدرك حقيقة قلبه الضعيف، قلب المؤمن الخاطئ، أجهش بالبكاء، وبعدها أصبح مستعدًا للقيام برسالته.

وفي صباح يوم ربيعي، أُوكلت إليه هذه الرسالة من المسيح القائم، وجرى اللقاء على شاطئ بحيرة طبريّة، عندما سأله يسوع أتحبّني ثلاث مرات. ومذ ذاك اليوم تَبع بطرس المعلم مع وعيه التام بضعفه، ولكنّه كان يعلم أنّ باستطاعته الإعتماد على حضور القائم من الموت. مسيرة طويلة جعلت منه شاهدًا مصداقًا، ووصف بطرس نفسه في رسالته الأولى:" بأنّه الشاهد لآلام المسيح من له نصيبٌ في المجد عند تجلّيه".

وكتب بطرس أيضًا للجماعة المسيحية يقول:"أنتم تحبونه ولم ترَوه، وتؤمنون به ولا تروَنه، فيهزُّكم فرحٌ لا يوصف ملؤهُ المجد، واثقين ببلوغِ هدف إيمانكم، ألا وهو خلاصُ النفوس". هذا ولخّص قداسة البابا تعليمه الأسبوعي بلغات مختلفة،ووجّه تحية خاصة إلى الشبان والمرضى والأزواج الجدد وسأل العذراء الكلية القداسة أن تُنير مسيرتنا المسيحية وتؤازرنا في كل لحظة من لحظات حياتنا، وفي مسيرتنا نحو الموطن الأبدي.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.