قداسة البابا يتسلّم أوراق اعتماد سفراء تشاد الهند الرأس الأخضر مولدوفا وأستراليا لدى الكرسي الرسولي: السلام يتجذّر في احترام الحرية الدينية

تسلّم قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الخميس في الفاتيكان، أوراق اعتماد سفراء تشاد، الهند، الرأس الأخضر، مولدوفا وأستراليا لدى الكرسي الرسولي، ووجه لهم كلمة مشتركة ضمّنها تحية حارة إلى السلطات المدنية والدينية في بلدانهم، خاصًا بالذكر الجماعات الكاثوليكية. قال الحبر الأعظم:"تنتمون إلى عائلة الديبلوماسيين الذين يسعون في العالم أجمع لبناء جسور بين الدول، من منظار ترسيخ السلام وإقامة علاقات أكثر متانة بين الشعوب، إن على صعيد التضامن الأخوي، أم التبادل الاقتصادي والثقافي، وكل ذلك من أجل خير جميع سكان الأرض.

وذكّر الأب الأقدس بأهمية التزام الجميع في تحقيق السلام، وعدم النظر إلى مصلحة طبقة معيّنة في المجتمع، على حساب المصلحة العامة، إنّما العمل من أجل خير سكان البلاد والبشرية بأسرها. وفي عصر العولمة، أضاف البابا يقول، لا يجوز إدارة الحياة السياسية بطريقة تفوّقية، أم وفقًا لاعتبارات اقتصادية وحسب، ومن خلال البحث عن الرّبح والإستخدام الطائش لثروات الأرض، على حساب الشعوب المحرومة.

وأشار قداسته إلى أنّ السلام يتجذّر في احترام الحرية الدينية لكونها مظهرًا أساسيًا وأوليًا لحرية معتقد الأشخاص وحرية الشعوب. ومن الأهمية بمكان، قال البابا، أن يتمكّن كل شخص، وفي مختلف أنحاء العالم، من اختيار الديانة التي يشاء وممارستها بحرية، وبلا خوف، إذ ما من أحد يستطيع بناء حياته من خلال البحث عن الخير المادي وحسب. وسيكون لهذا المنهج الشخصي والجماعي ـ وبدون أدنى شك ـ أضاف الأب الأقدس، أثر خيّر ومؤات على الحياة الاجتماعية. فمحبة الله الكلي القدرة تدعو كل فرد إلى وضع نفسه في خدمة إخوته وبناء السلام. وفي ختام كلمته إلى السفراء الجدد لدى الكرسي الرسولي، شجّع قداسة البابا قادة الأمم وجميع البشر ذوي الإرادة الحسنة على الإلتزام دومًا في بناء عالم حرّ، أخوي ومتضامن، حيث يتغلّب الإهتمام بالأشخاص على الأوجه الاقتصادية.