2006-05-14 12:20:38

صلاة افرحي يا ملكة السماء: الحياة المسيحية سر شركة واتحاد مع يسوع المسيح


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر الأحد حين أطل قداسة البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص ليتلو مع المؤمنين الذين تهافتوا بالآلاف من إيطاليا ومن مختلف أنحاء العالم إلى ساحة القديس بطرس بالفاتيكان لسماع كلمة البابا والصلاة معه. قال الحبر الأعظم: أيها الأخوة والأخوات. في هذا الأحد الخامس من الفصح المجيد تعرض علينا الليتورجية صفحات إنجيل يوحنا حيث يدعو يسوع تلاميذه للبقاء متحدين معه. أنا هو الكرمة وأنتم الأغصان. من يثبت في وأنا فيه فهذا يأتي بثمار كثيرة لأنكم بدوني لا يمكنكم أن تعملوا شيئا. مثل بليغ إذ إنه يعبر بعمق عن كون الحياة المسيحية سر شركة مع يسوع. إن سر الخصب الروحي هو الاتحاد بالله. اتحاد يتحقق في الإفخارستيا قبل كل شيء التي هي الشركة. يطيب لي مضى قداسة البابا يقول أن أذكر بسر الوحدة والمحبة في هذه الفترة من السنة حيث تحتفل جماعات رعوية كثيرة بالمناولة الأولى للأطفال. وبالمناسبة أود أن أوجه تحية خاصة إلى جميع الأطفال الذين يلتقون في هذه الأسابيع ولأول مرة يسوع في الأفخارستيا. وأتمنى لهم أن يصبحوا أغصان كرمة الرب الذي هو يسوع ويكونوا تلاميذ المسيح. إن اللجوء إلى مريم العذراء الكلية القداسة هو الطريق الأمين للبقاء متحدين بالمسيح كأغصان الكرمة. لقد احتفلنا أمس في 13 من مايو بظهورات عذراء فاطمة حيث في عام 1917 ظهرت أكثر من مرة على ثلاثة أطفال وهم الرعاة فرانشيسكو، جاشينتا و لوشيا. وكانت الرسالة التي أوكلتها إياهم، باستمرارية مع رسالة لورد، دعوة حارة إلى الصلاة والارتداد. رسالة نبوية سيما وأن القرن العشرين اتسم بدمار هائل سببته الحروب والأنظمة التوتاليتارية بالإضافة إلى اضطهادات بحق الكنيسة. إلى ذلك ففي 13 من مايو عام 1981، لخمس وعشرين سنة خلت، شعر خادم الله البابا يوحنا بولس الثاني بأنه خلص من الموت بأعجوبة وبشفاعة يد العذراء الأم، كما قال هو نفسه فإن حبريته تميزت بما أعلنته العذراء مريم في فاطمة. وإذا لم يخل تاريخ البشرية من الاضطهادات والآلام وإذا استمرت دوافع القلق حيال مستقبل البشرية فإن وعد السيدة البيضاء للرعاة الثلاثة "إن قلبي الطاهر سينتصر في النهاية" يبقى عزاء لجميع البشر. بهذا اليقين نتوجه إلى العذراء الكلية القداسة لنشكرها على شفاعتها المستمرة ونصلي لها كي تسهر دائما على درب الكنيسة والبشرية وبخاصة على العائلات والأمهات والأطفال. بعدها تلا قداسة البابا مع المؤمنين صلاة افرحي يا ملكة السماء. ثم وجه تحيات إلى الحاضرين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بلغات عديدة منها الفرنسية والإنكليزية والألمانية والإسبانية والبولندية. كما حيا المشاركين في ماراتون الربيع الذين انطلقوا صباح اليوم وفي مبادرات رياضية وموسيقية أخرى في إطار عيد المدرسة برعاية رابطة المدرسة الجديدة وبالتعاون مع أبرشية روما. تمنى البابا نجاحا كبيرا لهذه المبادرة التي تعزز النشاط الرياضي المرتبط بتربية الصغار والشباب. ووجه الحبر الأعظم تحية أخرى إلى الحجاج الإيطاليين ولا سيما القادمين من أبرشية جنوا وحثهم على اتباع خطى الرسولين بطرس وبولس والشهادة ليسوع المسيح وإنجيله بجرأة وشجاعة. ثم منح الجميع بركته الرسولية.       

 








All the contents on this site are copyrighted ©.