البابا يستقبل أعضاء اللجنة الحبرية البيبلية في ختام جمعيتهم العامة: يسوع المسيح هو الطريق إلى الكمال

استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الخميس في الفاتيكان اعضاء اللجنة الحبرية البيبلية، في ختام أعمال جمعيتهم السنوية العامة التي تمحورت حول العلاقة بين الكتاب المقدس والأخلاق، ووجّه لهم كلمة قال فيها إنّ الدافع الأولي للإنسان هو رغبته بالسعادة وحياة ناجحة. ويعتقد اليوم كثيرون بأنّه لا بدّ من تحقيق هذه الرغبة بطريقة مستقلة، بدون أي عودة إلى الله.

وهذا الإعتقاد الخاطئ، أضاف البابا يقول، يرتكز إلى نزاع مزعوم بين الحرية البشرية وكل شكل من أشكال الشريعة. ففي الواقع، وضع الخالق في ذواتنا "الشريعة الطبيعية" التي هي انعكاس فكرته الخلاقة في قلبنا. ولهذا السبب بالذات، تقول لنا الكتب المقدسة والتقليد وتعليم الكنيسة أنّ الدعوة والتحقيق الكامل للإنسان لا يكمنان في رفض شريعة الله، إنّما في الحياة بحسب الشريعة الجديدة التي تكمن في نعمة الروح القدس. وشريعة الله لا تنتقص أو تلغي حرية الإنسان، بل على العكس، تضمنها وتنميها لأنّه، وكما يذكرنا التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية:إنّ الحرية تبلغ كمالها عندما ترمي إلى الله.

وتابع قداسة البابا كلمته قائلا إنّ يسوع المسيح هو الطريق إلى الكمال والخلاصة الحية والشخصية للحرية الكاملة في الطاعة التامة لمشيئة الله. والمثال لهذا العمل الأخلاقي الحقيقي هو سلوك الكلمة المتجسد الذي طابق مشيئته مع مشيئة الله الآب في قبول رسالته، وكما ورد في إنجيل القديس يوحنا:"طعامي أن أعملَ بمشيئة الذي أرسلني وأن أُتمَّ عمله... فكونوا كاملين كما انّ أباكم السماوي كامل".

وهذا الكمال الإلهي يصبح ممكنًا لنا، إذا إتحدنا بالمسيح، مخلّصنا، قال البابا، وليست الطريق التي رسمها يسوع بتعليمه قاعدة مفروضة من الخارج، فيسوع نفسه سار عليها ويدعونا لإتباعه،وهو يعطينا في المعمودية المشاركة في حياته الخاصة، وقد دعا أيضًا تلاميذه أبناء وأصدقاء وأخوة. والعلاقة مع المسيح تحدد التحقيق الأسمى لتصرف الإنسان الأخلاقي. وهذا السلوك البشري مرتكز إلى طاعة شريعة الله والإتحاد بالمسيح وسكنى الروح القدس في نفس المؤمن. وليس أيضًا تصرفًا حسب قواعد خارجية فقط، إنّما ينبثق من العلاقة الحيوية التي تربط المؤمنين بالمسيح والله. وفي ختام كلمته منح قداسة البابا أعضاء اللجنة الحبرية البيبلية بركته الرسولية.