2006-04-24 14:35:03

كلمة البابا إلى أساقفة غانا في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الاثنين في قاعة الكونسيستوار بالقصر الرسولي بالفاتيكان، أساقفة غانا الكاثوليك في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية. وجه الحبر الأعظم لضيوفه التسعة عشر كلمة استهلها معرباً عن سروره لاستقبالهم في الفاتيكان، في وقت تعيش فيه الكنيسة بهجة عيد الفصح وتفرح بقيامة الرب من بين الأموات. وخص قداسته بالذكر الكاردينال توركسون، رئيس أساقفة كايب كوست والكاردينال بيتر بوريكو ديري الذي اعتمر القبعة الكردينالية من يد الحبر الأعظم الشهر الماضي. وقال قداسته إنه يرفع الصلاة إلى الله، "عسى" ـ وكما قال القديس بولس الرسول ـ "أن يجعلكم إلهنا أهلاً لدعوته وأن يُتِمَّ بقدرته جميع رغباتكم في عمل الخير ... ليُمجّد فيكم اسم ربنا يسوع وتُمجّدوا أنتم فيه" (2 تسالونيقي 1: 11-12).

وتابع البابا كلمته يقول: بذلت بلادكم خلال السنوات الماضية جهداً كبيراً لمواجهة آفة الفقر التي تعيق شريحة كبيرة من المجتمع. وغالبا ما ينتج عن الفقر المدقع انحطاط أخلاقي يؤدي إلى الجريمة، والفساد والاعتداء على قدسية الحياة. وفي وضع كهذا يفقد الناس بسهولة ثقتهم بالمستقبل، غير أن الكنيسة ما تنفك تضيء شعلة الأمل والرجاء في قلب كل مسيحي. ومن هنا يتعين على الكنيسة أن تضاعف جهودها لمساعدة المؤمنين الكاثوليك على التعمق في إيمانهم المسيحي، ليضطلعوا بدور فاعل في حياة الكنيسة والمجتمع.

بعدها تحدث الأب الأقدس عن مركزية الدور الذي يلعبه معلمو الدين، معرباً عن شكره العميق لهؤلاء الرجال والنساء الذين يضعون أنفسهم في خدمة الكنائس المحلية. أعلم جيداً، تابع البابا يقول، أن معلمي الدين يعملون في بيئات غالباً ما تكون "معادية لهم"، ويعانون أيضاً من النقص في الموارد. وعلى الرغم من هذه المشاكل كلها يبقون رسلاً وشهوداً لـ"فرح المسيح". وحث البابا أساقفة الكنيسة في غانا وكهنتها على تأمين تنشئة ملائمة لحاملي رسالة الإنجيل، ومساعدتهم من الناحية الروحية، العقائدية، الأخلاقية والمادية، كيما يؤدوا رسالتهم على أكمل وجه.

هذا ثم سطر قداسة البابا ضرورة أن تسعى الكنيسة في غانا إلى إحاطة الأجيال الفتية بالرعاية اللازمة، ومساعدتهم على مواجهة المشاكل الجمة التي تعترض طريقهم، وقال إن التعليم المسيحي يساهم في ترسيخ هويتهم الكاثوليكية، ويمدهم بـ"الأدوات" اللازمة لمواجهة مختلف التحديات شأن الفقر والعولمة والأمراض. وذكّر الحبر الأعظم رعاة الكنيسة بواجبهم في الدفاع عن العائلة وقيمة الزواج، وحثهم على وضع سر الزواج في صلب الحياة العائلية.

وفي ختام كلمته إلى أساقفة غانا ذكّر قداسة البابا رعاة الكنيسة بأنهم كرسوا أنفسهم بالكامل لخدمة أخوتهم وأخواتهم. وقال: يجب ألا يُنظر أبداً إلى الحياة الكهنوتية كوسيلة لعيش حياة أفضل، مشيراً إلى أن سر الكهنوت يتطلب "هبة الذات من أجل الآخرين". هذا ثم منح البابا رعاة الكنيسة في غانا ومؤمنيها فيض بركاته الرسولية سائلاً لهم حماية العذراء مريم ملكة الرسل.








All the contents on this site are copyrighted ©.