2006-04-19 15:29:12

في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا يتحدث عن "الفرح الفصحي" ويدين اعتداء تل أبيب


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال قداسته: في أجواء الاحتفالات الفصحية أريد أن أشكر الله الذي ـ وبعد مضي عام على دعوته لي لخدمة الكنيسة كخليفة للقديس بطرس ـ ما يزال يساعدني على إتمام الرسالة التي أوكلها إلي. لعام خلا، وبالتحديد في التاسع عشر من أبريل نيسان من العام الماضي، اختارني الكرادلة المجتمعون في الكونكلاف خلفاً للبابا الحبيب يوحنا بولس الثاني. وأود أن أشكر اليوم جميع مع ظلوا قريبين مني جسدياً وروحياً من خلال محبتهم لي وصلاتهم من أجلي.

وتابع البابا يقول: يروي القديس يوحنا الإنجيلي أن المسيح، وبعد قيامته من بين الأموات، طلب إلى القديس بطرس أن يرعى خرافه (يوحنا 21، 15-23). لقد حمل القديس بطرس والرسل وخلفاؤهم رسالة الإنجيل إلى أقاصي الأرض. وجوهر هذه الرسالة هو السر الفصحي: أي آلام المسيح، موته وقيامته من بين الأموات. وتعيش الكنيسة هذا "الفرح الفصحي" خلال الأيام التالية لأحد الفصح: تفرح وتهلل لانتصار المسيح على الشر والموت.

ويمتد هذا "الفرح الفصحي" ليشمل السنة الليتورجية كلها، ويتجدد بنوع خاص كل أحد، وهو اليوم المكرس لإحياء ذكرى قيامة الرب من الموت. يوم الأحد هو بمثابة "فصح أسبوعي"، يردد خلاله المؤمنون المشاركون في القداس الإلهي صلاة الـ"نؤمن" ويقولون فيها إن المسيح "قام (من الموت) في اليوم الثالث"، ويضيفون: "ننتظر قيامة الموتى والحياة في الدهر الآتي". تردد جماعة المؤمنين إذاً أن قيامة المسيح من بين الأموات تشكل محوراً لإيماننا ونقطة ارتكاز الكنيسة.

تتضمن الأناجيل الأربعة، التي تحدثنا عن ظهور المسيح لتلاميذه بعد قيامته من بين الأموات، دعوة إلى إعلان يسوع على العالم، الذي هو مصدر حياة لكل من يؤمنون به. وتابع قداسته يقول: يروي لنا إنجيل القديس يوحنا أن مريم المجدلية راحت تبكي عندما رأت القبر فارغاً وظنت أنهم أخذوا جسد يسوع. لكن الرب دعاها باسمها "مريم"، فتحول لديها الشك والارتباك إلى فرح وحماسة، فجاءت إلى التلاميذ وقالت لهم "لقد رأيتُ الرب" (يوحنا 20، 11-18).

فمن يلتقي المسيح القائم من بين الأموات يتبدل داخلياً، إذ لا يسعه إن يرى يسوع القائم من الموت دون أن يؤمن به. فالإيمان يولد من اللقاء الشخصي مع المسيح القائم، ويتحول إلى صرخة تُطلق على مسمع الجميع "المسيح قام وهو حي إلى الأبد". هذه هي الرسالة الموكلة إلى تلاميذ الرب في كل زمان ومكان، وكما يقول القديس بولس الرسول في رسالته إلى أهل قولسي "فأما وقد قمتم مع المسيح فاسعوا إلى الأمور التي في العلى ... ارغبوا في الأمور التي في العلى لا في الأمور التي في الأرض" (قولسي 3، 1-2). وهذا لا يعني أنه ينبغي علينا أن نبتعد عن واجباتنا وانشغالاتنا اليومية، وعدم الاهتمام بالأمور الأرضية، بل يعني أن نكون في حياتنا اليومية شهوداً للمسيح الحي أبداً، ونعلن بفرح قيامته من بين الأموات.

وفي ختام تعليمه الأسبوعي سأل قداسة البابا العذراء مريم ـ التي عاشت عن كثب آلام وموت وقيامة المسيح، وأصبحت عند أقدام الصليب أماً لجميع المؤمنين ـ (سألها) أن تساعدنا على فهم سر محبة الله الذي يبدل القلوب، وتجعلنا نتذوق ملء الفرح الفصحي، لنعلنه بدورنا على رجال ونساء الألف الثالث. هذا ثم منح الحبر الأعظم الجميع فيض بركاته الرسولية.

 

البابا يدين اعتداء تل أبيب

وفي أعقاب مقابلته العامة مع المؤمنين قال قداسته: لقد تلقيت ـ بألم كبير ـ نبأ الاعتداء المروع الذي وقع يوم الاثنين الفائت في تل أبيب بإسرائيل. وأشعر بضرورة شجب هذا العمل الإرهابي بشدة. ولا يُمكن أن يُدافع بهذه الطريقة عن الحقوق الشرعية لأي شعب. وسأل قداسته الرب، أمير السلام، أن يبقى إلى جانب الإسرائيليين والفلسطينيين كيما يسير الشعبان ـ جنباً إلى جنب كأبناء للآب السماوي الواحد ـ على الطريق المؤدية نحو السلام والأمن.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.