2006-04-09 11:32:32

عظة البابا خلال قداس أحد الشعانين: الصليب محور الأيام العالمية للشبيبة وأداة سلام ومصالحة بين البشر والشعوب


غصت ساحة القديس بطرس بالفاتيكان بآلاف المؤمنين قدموا من إيطاليا ومن مختلف بلدان العالم للمشاركة في القداس الإلهي الذي رئسه قداسة البابا بندكتس السادس عشر لمناسبة أحد الشعانين. تحت شمس ساطعة رفرفت أغصان الزيتون التي حملها المؤمنون في أجواء من الفرح والبهجة. ألقى البابا عظة استهلها بالقول: لقد أصبح أحد الشعانين منذ عشرين سنة وبفضل البابا يوحنا بولس الثاني يوم الشبيبة بشكل خاص. شبيبة العالم كله تتجه نحو المسيح لترافقه في مدنها وبلدانها كي يكون وسطنا ليتحقق سلامه في كل مكان. فإذا شئنا السير وراء يسوع وعلى دربه علينا أن نطرح التساؤل التالي: ما الطريق التي يريد أن يقودنا عليها؟ ماذا ننتظر منه؟ وماذا ينتظر يسوع من الشبيبة؟ ولفهم ما حصل خلال أحد الشعانين ومعنى هذا اليوم استعرض تلاميذه مراحل تلك الأيام حين دخل يسوع المدينة المقدسة راكبا جحشا. لم يدرك التلاميذ لأول وهلة هذا الحدث لكنهم أدركوا بعد الفصح أن يسوع بتصرفه المتواضع أكمل ما قاله الأنبياء. قال يسوع إنه سيكون ملك الفقراء، فقيرا وسط الفقراء، لأن الإنسان قد يكون فقيرا ماديا وغنيا بقلبه. إن الفقر بالمعنى المسيحي يقتضي حرية باطنية والتخلي عن الطمع والأنانية وحب السلطة. إنه واقع أكبر بكثير من توزيع الثروات يتطلب تنقية القلوب والانصياع لمشيئة الخالق. إن الحرية الباطنية شرط أساسي لتخطي الفساد والجشع اللذين يسيطران على عالمنا. ونجد هذه الحرية في المسيح فقط الذي صار فقيرا. فلنتوجه إلى يسوع الملك لنطلب منه أن يقودنا معه على طريقه. يقول الأنبياء إن هذا الملك سيكون ملك سلام ليعلن السلام ويزيل السلاح والحروب ويترك لنا سلاحا واحدا هو الصليب علامة مصالحة ومحبة تقهر الموت. وكلما رسمنا إشارة الصليب علينا أن نرفض الظلم والعنف ونتذكر أنه بإمكاننا أن نقهر الشر بالخير. نبوءة أخرى هي إعلان الطابع الجامعي. شاسعة هي مملكة ملك السلام تمتد إلى أقاصي المعمورة. مملكة يسوع هي العالم كله. مملكة تتخطى الحدود وتعدد الثقافات والأعراق لتمسي جماعة تعانق العالم كله. تعود إلى أذهاننا اليوم هتافات الناس لدى دخول يسوع المدينة المقدسة: هوشعنا! تبارك الآتي باسم الرب. تباركت المملكة الآتية، مملكة أبينا داود! هوشعنا في العلى! إن الميزات الثلاث التي أعلن عنها الأنبياء أي الفقر والسلام والجامعية تجد مرجعا لها في الصليب. ولهذا بالذات أصبح الصليب محور الأيام العالمية للشبيبة. الصليب يحكي عن التضحية. الصليب هو شجرة الحياة الحقيقية. الصليب محبة والمحبة تعني تضحية الذات.

في ختام القداس الإلهي أطل قداسة البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين. قال البابا: أيها الأخوة والأخوات. سيقوم بعد قليل وفد من الشباب الألمان بتسليم فريق من شباب أوستراليا صليب الأيام العالمية للشبيبة. إنه الصليب الذي أوكله البابا الحبيب يوحنا بولس الثاني في عام 1984 إلى الشبيبة كي تنقله عبر العالم علامة لمحبة يسوع للبشرية. أحي الكردينال ميسنير رئيس أساقفة كولونيا والكردينال بيل رئيس أساقفة سيدني الحاضرين هنا في هذه المناسبة السعيدة. لقد أضحى انتقال الصليب بعد كل لقاء عالمي للشبيبة تقليدا لا بد من عيشه بإيمان كبير عبر الالتزام في الارتداد على طريق المسيح. مريم العذراء تعلمنا هذا الإيمان إذ إنها أول من آمن وحملت صليبها إلى جانب ابنها وذاقت معه فرح القيامة. ولهذا بالذات فإن أيقونة العذراء ترافق الصليب. لقد عبّر صليب وأيقونة الأيام العالمية للشبيبة خلال المحطات الأفريقية عن قرب يسوع وأمه من شعوب القارة الأفريقية المتألمة. وفي الأسابيع القادمة سيعبر الصليب والأيقونة مناطق عديدة في أوقيانيا ليصلا إلى سيدني في يوليو من عام 2008. إنه حج روحي يشرك الجماعة المسيحية بأسرها ولا سيما الشبيبة.  ثم دعا قداسة البابا المؤمنين إلى الصلاة كي يكون الصليب والأيقونة أداة سلام ومصالحة بين البشر والشعوب. بعدها حي لبابا الوفود الحاضرة بلغات عديدة ومنح الجميع بركته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.