البابا يستقبل المشاركين في منتدى حول الإرث الثقافي وقيم الجامعة الأوروبية: ينبغي التأكيد بقوة على عدم جواز التضحية بالكائن البشري من اجل نجاحات العلم

استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركين في منتدى حول الإرث الثقافي وقيم الجامعة الأوروبية، يتقدّمهم عميد مجمع التربية الكاثوليكية الكردينال زينون غروكوليفسكي الذي نظّم هذا اللقاء في الفاتيكان بالتعاون مع مدراء الجامعات الحبرية والأكاديمية الحبرية للعلوم والأونيسكو ومجلس أوروبا.

ووجّه الأب الأقدس كلمته لزائريه قال فيها: في عهد شارلمان، وبمؤازرة الكنيسة، تمّ تأسيس المدارس، وبعد بضعة قرون نشأت الجامعة التي دعمتها الكنيسة. وهكذا نمت جامعات أوروبية عديدة مثل جامعات بولونيا وباريس، كراكوفيا وسلمكنا، كولونيا، أوكسفورد وبراغ، ولعبت دورًا هامًا في تدعيم هوية أوروبا وبناء الإرث الثقافي. وتتميّز الجامعات، أضاف البابا يقول، بمحبتها للمعرفة والبحث عن الحقيقة، عبر الإرتكاز الدائم للرؤية المسيحية التي تجد في الإنسان أعظم المخلوقات لأنّه "خُلق على صورة الله ومثاله".

وتابع الحبر الأعظم يقول: من خلال إلقاء نظرة سريعة على "القارة" القديمة، تسهل ملاحظة التحديات الثقافية المطروحة اليوم أمام أوروبا المُلتزمة بإعادة اكتشاف هويتها الخاصة التي ليست ذات طابع اقتصادي وسياسي وحسب. فالمسألة الجوهرية ـ اليوم وكالأمس ـ تبقى مسألةً أنتروبولوجية.

وأضاف البابا: ينبغي التأكيد بقوة على عدم جواز التضحية بالكائن البشري من اجل نجاحات العلم والتقنية، ولهذا تبان أهمية المسألة الأنتروبولوجية الواجب النظر إليها في ضوء المبادئ المستوحاة من حضارتنا، والتي وجدت في الجامعات الأوروبية مختبرات حقيقية للبحث والتعمق.

وذكّر قداسة البابا بكلمات يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي ما بعد سينودس الكنيسة في اوروبا وقال إنّ الكنيسة عززت القيم التي جعلت الثقافة الأوروبية عالمية، غير أنّ الإنسان عاجز عن فهم ذاته بالكامل بدون الله، ولهذا السبب بالذات، لا يمكن إهمال البعد الديني للحياة الإنسانية في وقت يتم فيه بناء أوروبا الألف الثالث.

والجامعات مدعوة في الوقت الحالي، أضاف البابا يقول، للعب دور تربوي في خدمة الأجيال الفتية، مذكرة بإرث المثل والقيم التي طبعت السنوات الغابرة. وهكذا، تقدّم الجامعة المساعدة لأوروبا كيما تحافظ على "روحها"، منعشة جذورها المسيحية. وفي ختام كلمته إلى المشاركين في منتدى حول الإرث الثقافي وقيم الجامعة الأوروبية، منح الأب الأقدس الجميع بركته الرسولية.