2006-03-26 13:19:51

من كلمة قداسة البابا قبل صلاة التبشير الملائكي: شكّل الكونسيستوار مناسبة للشعور بأنّنا قريبون أكثر من أي وقت مضى من جميع المسيحيين الذين يتألّمون جراء الإضطهاد بسبب إيمانهم


كعادته ظهر كل يوم أحد، أطلّ قداسة البابا بندكتس السادس عشر من نافذة مكتبه الخاص في الفاتيكان ليتلو مع المؤمنين والحجاج الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس صلاة التبشير الملائكي، ووجّه لهم كلمة قال فيها: إنّ الكونسيستوار الذي عُقد الأيام الماضية لتعيين خمسة عشر كردينالا جديدًا، شكّل خبرة كنسيّة كبيرة سمحت بتذوّق الغنى الروحي للقاء بين إخوة من مختلف أنحاء العالم، تجمعهم كلهم المحبّة الواحدة للمسيح وكنيسته. عشنا بطريقة ما حقيقة الجماعة المسيحية الأولى التي التفت حول مريم وبطرس لقبول عطية الروح القدس والإلتزام بنشر الإنجيل في العالم أجمع. والأمانة لهذه الرسالة حتى بذل الحياة، هي ميزة الكرادلة كما يشهد العهد الذي قطعوه على أنفسهم.

وأضاف البابا يقول:عُقد الكونسيسوار في 24 من آذار مارس، في يوم تذكار المرسلين الذين قضوا العام الماضي على حدود البشارة وخدمة الإنسان في مختلف بقاع الأرض. وهكذا شكّل الكونسيستوار مناسبة للشعور بأنّنا قريبون أكثر من أي وقت مضى من جميع المسيحيين الذين يتألّمون جراء الإضطهاد بسبب إيمانهم. كما وتشكل التضحية التي قدّمها من قُتلوا دافعًا لنا من أجل إلتزام إنجيلي أكثر صدقًا وسخاء. أتوجه بفكري إلى الجماعات التي تعيش في بلدان تغيب فيها الحرية الدينية، أو التي، وبالرغم من تأكيد هذه الحرية على الورق، لا تزال تخضع لقيود عديدة. وإلى هذه الجماعات، قال البابا، أوجّه تشجيعًا حارًا للمثابرة في الأناة ومحبة المسيح. وإلى جميع العاملين في خدمة الإنجيل في ظلّ أوضاع صعبة، أودّ التعبير عن تضامني الكبير معهم، وباسم الكنيسة جمعاء، واؤكد لهم صلاتي اليومية من اجلهم.

وتابع الأب الأقدس كلمته يقول:إن الكنيسة تتقدّم في التاريخ وتنتشر في الأرض، ترافقها مريم، سلطانة الرسل.وكما حصل في العلية، تشكل العذراء القديسة على الدوام، ولجميع المسيحيين، الذاكرة الحية ليسوع، فهي التي تنعش صلاتنا وتدعم رجاءنا. نطلب منها أن تساعدنا في مسيرتنا اليومية وتحمي الجماعات المسيحية التي تعيش في أوضاع صعبة.وبعد أن تلا صلاة التبشير الملائكي، حيا قداسة البابا بندكتس السادس عشر المؤمنين والحجاج بلغات عدة وتمنى للجميع أمضاء يوم أحد سعيد.

 

وكان قداسة البابا قد زار صباح اليوم الأحد رعية "الله الآب الرحوم" في روما وألقى عظة ذكّر فيها بكلمات القديس بولس إلى أهل أفسس:"ولكنّ الله الواسع الرحمة، وقد أحبّنا حبًا شديدًا، أحيانا مع المسيح، وكنّا أمواتًا من جرّاء زلاتنا، فأقامنا معه وأجلسنا في السماوات في المسيح يسوع".

وفي الصليب،أضاف الأب الأقدس يقول، نتأمل مجد الرب، ويشكّل الصليب أيضًا علامة لفهم حقيقة الإنسان وحقيقة الله. وفي يسوع المائت والقائم من الموت، نستطيع فهم حقيقة الحياة ونوال الخلاص. وليس الإيمان المسيحي أيديولوجية، إنّما هو لقاء شخصي مع المسيح المصلوب والقائم من الموت. ومن هذه الخبرة، الفردية والجماعية، تنبع طريقة جديدة للتفكير والعمل، تجد أصولها، وكما يشهد القديسون، من حياة مطبوعة بالحب.

وتابع البابا كلمته يقول: من خلال التأمل في رحمة الله، أستذكر النص الذي أعدّه البابا الحبيب يوحنا بولس الثاني للقائه مع المؤمنين يوم الأحد الثالث من نيسان ابريل من العام الفائت، غير انّه فارق الحياة يوم السبت الثاني من أبريل، ولم يتمكّن  بالتالي من قراءة ما كتبه، ولكن، أودّ اليوم أن أقرأ كلماته:إلى البشرية التي يبدو أنّ سلطان الشر والأنانية والخوف يسيطر عليها، يقدّم الرب محبّته التي تغفر وتصالح وتفتح النفس على الرجاء. إنّها محبة تبدل القلوب وتعطي السلام... كم يحتاج العالم إلى فهم وقبول الرحمة الإلهية".

ودعا قداسة البابا المؤمنين إلى فهم وقبول الرحمة الإلهية داخل عائلاتهم وجعل رعيتهم عائلة حقيقية حيث الأمانة لكلمة الله وتقليد الكنيسة يصبحان يومًا بعد يوم قاعدة حياة. وفي ختام عظته منح الأب الأقدس الجميع بركته الرسولية.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.