2006-03-24 15:51:29

15 كردينالا جديدًا في الكنيسة الجامعة في أول كونسيستوار في حبرية البابا بندكتس السادس عشر: اعتمد عليكم كيما تتجذّر المحبة وتنعش الكنيسة في كل جماعة ومؤسسة دينية وكل مبادرة روحية ورسولية


عقد قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم الجمعة في ساحة القديس بطرس الكونسيستوار العادي العام، الأوّل في حبريته، لتعيين 15 كردينالاً جديدًا في الكنيسة الجامعة: 8 من أوروبا، 3 من القارة الأمريكية، 3 من آسيا وواحد من أفريقيا، بينهم ثلاثة تخطوا الثمانين عامًا.

ألقى الأب الأقدس عظة حيا في مستهلّها جميع الكرادلة والبطاركة والأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات ووفود المؤمنين، سيما أقرباء الكردالة الجدد، وقال: إنّ الكونسيستوار العادي العام يُظهر ببلاغة طبيعة الكنيسة الجامعة المنتشرة في كلّ أرجاء العالم لإعلان البشرى السارة للمسيح المخلّص. وقد ترأس البابا الحبيب يوحنا بولس الثاني تسعة كونسيستوارات، مساهمًا هكذا، وبطريقة حاسمة في تجديد مجمع الكرادلة، وفقًا لإرشادات المجمع الفاتيكاني الثاني وخادم الله بولس السادس.

وإذا كانت أمور كثيرة قد تغيّرت في مجمع الكرادلة على مرّ العصور، أضاف البابا يقول، فإنّ الطبيعة الأساسية لهذه الهيئة الكنسية الهامة لم تتبدّل. فجذورها العريقة ونموها التاريخي وتركيبتها الحالية، قال البابا، تجعل منها نوعًا من "مجلس شيوخ" مدعو للتعاون الوثيق مع خليفة بطرس لإتمام المهام المرتبطة بخدمته الرسولية الجامعة.

وتابع قداسة البابا عظته متوقفًا عند كلمات يسوع إلى رسله الإثني عشر:"منْ أرادَ أن يكون كبيرًا فيكم، فليكُن لكم خادمًا. ومن أرادَ أن يكون الأول فيكم، فليكُن لأجمعكم عبدًا"، وقال: إنّ الجهوزية الكاملة في خدمة الآخرين ما هي إلا علامة تميّز من لديه مكانة سلطة في الكنيسة، وابن الإنسان أيضًا "لم يأتِ ليُخدم بل ليَخدم وليفدي بنفسه جماعة كثيرة"، و"مع أنّه في صورة الله، لم يَعدَّ مساواتَهُ لله غنيمة، بل تجرَّد من ذاته متّخذًا صورة العبد". وأوّل "خادم خدّام الله" هو يسوع، ومن بعده الرسل، وخصوصًا بطرس الذي أوكل إليه الرب مسؤولية رعاية قطيعه، ومهمّة البابا أن يكون خادم الجميع.

وأضاف البابا يقول إنّ كلمات القديس بطرس في رسالته الأولى:"أما الشيوخ الذين بينكم، فإني أَعظهم أنا الشيخ مثلَهم والشاهدَ لآلام المسيح ومن له نصيبٌ في المجد عند تجلّيه"، كلمات تنطبق على من هو مدعو ليبلس الحلّة الكردينالية الأرجوانية وتذكّرنا أيضًا بسر الفصح. فكم مرّة وجدتم في هذه الكلمات دافعًا للتأمل والإندفاع الروحي لإتّباع خطى الرب المصلوب والقائم! فباتحادكم أكثر مع خليفة بطرس، ستكونوا مدعويين للتعاون معه في خدمته الكنسيّة، ما يعني مشاركة أكبر في سر الصليب من خلال مقاسمة آلام المسيح. وهذا سيسمح لكم الإستقاء من ينابيع النعمة ونشر الثمار الخيّرة من حولكم.

وأضاف البابا بندكتس السادس عشر يقول: فليكن اللباس الأرجواني الذي ترتدونه على الدوام علامة لمحبة المسيح، تدفعكم لمحبة متّقدة للمسيح وكنيسته والبشرية. ولديكم الآن دافع جديد للبحث عن عيش المشاعر نفسها التي دفعت بابن الله إلى هرق دمائه كفارة عن خطايا البشرية جمعاء. أعتمد عليكم، قال الأب الأقدس، وعلى مجمع الكرادلة بأسره، لإعلان محبّة الله للعالم، وذلك من خلال الشهادة على الشركة الحقيقية بين المسيحيين:"فهكذا، قال يسوع، يعرف الناس جميعًا بأنّكم تلاميذي، إذا أحبّ بعضُكم بعضًا".

تابع البابا يقول: اعتمد عليكم إخوتي الكرادلة، كيما تتجذّر المحبة وتنعش الكنيسة في كلّ درجة من درجات تراتبيتها وفي كلّ جماعة ومؤسسة دينية وكل مبادرة روحية ورسولية. أعتمد عليكم كيما يجعل الجهد المشترك في النظر إلى قلب المسيح المفتوح، يجعل المسيرة نحو وحدة المسيحيين الكاملة أكثر ثقة.أعتمد عليكم، لأنّه ومن خلال الإنتباه إلى الصغار والفقراء، تقدّم الكنيسة للعالم إعلان حضارة المحبة. وفي ختام عظته قال البابا: بشفاعة مريم العذراء، فلينزل على الكرادلة الجدد وعلينا جميعا روح الحق والمحبة، كيما نعمل بلا كلل في بناء الكنيسة ونشر الإنجيل في العالم.








All the contents on this site are copyrighted ©.