قداسة البابا يوجه رسالة إلى الكاردينال لوبومير هوسار رئيس أساقفة كييف في أوكرانيا

وجه قداسة البابا بندكتس السادس عشر في الثاني والعشرين من شهر شباط فبراير الماضي رسالة إلى الكاردينال لوبومير هوسار رئيس أساقفة كييف في أوكرانيا بمناسبة الذكرى السنوية الستين للأحداث المأساوية التي طبعت في عام 1946 بداية اضطهاد أتباع كنيسة الروم الكاثوليك على يد النظام الشيوعي.  استهل الحبر الأعظم رسالته بكلمات الرب يسوع القائل: "إنْ عطش أحد فليقبل إلي ومن آمن بي فليشرب.  كما ورد في الكتاب: ستجري من جوفه أنهار من الماء الحي" (يوحنا 7، 37-38). 

مضى قداسة البابا إلى القول: يتردد صدى هذه الكلمات في قلبي عندما أفكر بكنيسة الروم الكاثوليك الأوكرانية فيما تستعد لإحياء ذكرى الأحداث الأليمة التي شهدتها كاتدرائية القديس جاورجيوس في ليوبولي في آذار مارس من عام 1946 عندما تعرض عدد من الأساقفة لوحدة الكنيسة، وبدأ اضطهاد المؤمنين الذين ظلوا أمناء لأسقف روما، إذ اعتُبروا "منشقين عن الكنيسة".  وعلى الرغم من سنوات الاضطهاد الطويلة شاءت العناية الإلهية أن تستمر جماعتكم الكنسية التي تفتخر بهويتها الأوكرانية، وبقيت كنيسة الروم الكاثوليك تشهد لوحدة الكنيسة، وقداستها، وشموليتها ورسالتها. 

وتابع الحبر الأعظم يقول: ينبغي أن تشكل هذه الأحداث الأليمة حافزاً لكنيستكم كي تحافظ على رباطها الوثيق مع خليفة بطرس.  ومن "جوف" هذه الكنيسة التي تحررت من نير الاضطهاد "جرت أنهار من الماء الحيّ" ليس للكاثوليك الأوكرانيين وحسب، إنما للكنيسة الكاثوليكية بأسرها.  وقد أُوكلت إلى كنيسة الروم الكاثوليك في أوكرانيا رسالة ذات بعدين: فهي مدعوة من جهة إلى الحفاظ على التقليد الشرقي داخل الكنيسة الكاثوليكية، ومن ناحية أخرى إلى تسهيل اللقاء بين مختلف التقاليد والشهادة على وحدة هذه التقاليد في التنوع. 

وفي ختام رسالته إلى رئيس أساقفة كييف سأل قداسة البابا لكنيسة الروم الكاثوليك الأوكرانية حماية العذراء مريم القديسة، ثم منح الكاردينال هوسار وجميع الأساقفة والكهنة والمكرسين والمؤمنين فيض بركاته الرسولية.