2006-03-15 15:27:00

في مقابلة الأربعاء العامة قداسة البابا يحدّث المؤمنين عن سر العلاقة بين المسيح والكنيسة إنطلاقا من خبرة الرسل وفي ضوء المهمة التي أُوكلت إليهم


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وتمحور تعليمه الأسبوعي حول سر العلاقة بين المسيح والكنيسة، إنطلاقًا من خبرة الرسل، وفي ضوء المهمَّة التي أُوكلت إليهم. قال الأب الأقدس: تأسّست الكنيسة على أساس الرسل، جماعة إيمان ورجاء ومحبة. وقد اقترح سلفي الحبيب يوحنا بولس الثاني على الكنيسة، ومع بداية الألف الثالث، التأمل بوجه المسيح. وأودُّ اليوم، قال البابا، أن أُظهر كيف ينعكس ضياء المسيح على وجه الكنيسة، على الرغم من محدوديّة وظلال إنسانيتنا الضعيفة والخاطئة. فبعد مريم، الإنعكاس الصافي لنور المسيح، يأتي الرسل الذين، وبكلمتهم وشهادتهم، قدّموا لنا حقيقة المسيح. ومع ذلك،ليست رسالتهم منعزلة إنَّما موجودة داخل سرّ الشركة الذي يعني سائر شعب الله، ويتحقّق على مراحل، من العهد القديم إلى الجديد.

ومنذ اللحظة الأولى لرسالته الخلاصية، أضاف قداسته يقول، هدف يسوع الناصري إلى جمع شعب الله. وإنْ كانت عظاته على الدوام دعوة إلى التوبة الشخصية، فإنّه رمى بالحقيقة إلى مواصلة تأسيس شعب الله الذي جاء ليجمعه ويخلّصه. وهناك أيضًا علامة جليّة لنية الناصري في جمْع جماعة العهد وهي اختيار الإثني عشر. وكما جاء في إنجيل مرقس"صعد إلى الحبل ودعا الذين أرادهم فأقبلوا عليه. فأقام منهم اثني عشر يصحبونه فيرسلهم مبشرين، ولهم سلطانٌ يطردون به الشياطين..."

وهكذا على الجبل، قال الأب الأقدس، أقام يسوع الإثني عشر كيما يكونوا معه شهودًا ومبشرين بمجيء ملكوت الله. والرقم 12 الذي يذكّرنا بأسباط إسرائيل الإثني عشر، يبيّن معنى العمل النبوي الرمزي الكائن في التأسيس الجديد. وباختياره الإثني عشر ليشاركوه رسالته في إعلان ملكوت الله بالقول والفعل، يريد يسوع القول إنّ الوقت قد حان لتتمّ وعود الله.

وبإيكال الرسل الإثني عشر، في العشاء الأخير، وقبل آلامه، مهمّة تذكاره، أراد يسوع أن ينقل للبشرية كلها رسالة أن تكون في التاريخ، علامة وأداة لقاء الحياة الآتية التي بدأت فيه. وفي هذا الضوء، نفهم كيف أنّ القائم من بين الموت، أعطاهم سلطان مغفرة الخطايا، بعد أن نفخ فيهم الروح القدس.

إنَّ الإثني عشر، قال الأب الأقدس، هم علامة جلية لمشيئة يسوع حيال حياة الكنيسة ورسالتها، وهم ضمانة لعدم وجود أي تناقض بين المسيح والكنيسة. فبين ابن الله المتجسّد وكنيسته هناك تواصل عميق،متلازم وسري، وبقوته المسيح حاضر اليوم في شعبه، وخصوصًا في خلفاء الرسل.  وبعد أن حيا قداسة البابا المؤمنين بعدة لغات مختصرًا تعليمه الأسبوعي، شجّع الشبان والمرضى والأزواج الجدد على مواصلة مسيرة الصوم وقال: فلتساعدكم نعمة هذا الزمن الليتورجي على الإقتداء بيسوع لإتمام مشيئة الآب.








All the contents on this site are copyrighted ©.