2006-03-11 15:53:36

إنجيل الأحد 12 آذار مارس 2006 وقفة تأملية حول كلمة الحياة


وبعد ستة أيام مضى يسوع ببطرس ويعقوب ويوحنا فانفرد بهم وحدهم على جبل عال، وتجلى بمرأى منهم. فتلألأت ثيابه ناصعة البياض، حتى ليعجز أي قصّار أن يأتي بمثل بياضها. وتراءى لهم إيليا مع موسى، وكانا يكلمان يسوع. فخاطب بطرس يسوع قال: "رابي، حسن أن نكون ههنا. فلو نصبنا ثلاث خيم، واحدة لك، وواحدة لموسى، وواحدة لإيليا". فلم يكن يدري ماذا يقول، لِما استولى عليهم من الخوف. وإذا غمام قد ظللهم، وانطلق صوت من الغمام يقول: "هذا هو ابني الحبيب، فله اسمعوا".

فأجالوا الطرف فورا في ما حولهم، فلم يروا معهم إلا يسوع وحده. وبينما هم نازلون من الجبل، أوصاهم ألا يخبروا أحدا بما رأوا، إلا متى قام ابن الإنسان من بين الأموات. فحفظوا هذا الأمر وأخذوا يتساءلون ما معنى "القيامة من بين الأموات".

وسألوه: "لماذا يقول الكتبة إنه يجب أن يأتي إيليا أولا". فقال لهم: "إن إيليا يأتي أولا ويصلح كل شيء. فكيف كتب في شأن ابن الإنسان أنه سيعاني آلاما شديدة ويُزدرى؟ على أني اقول لكم إن إيليا قد أتى، وصنعوا به كل ما أرادوا كما كتب في شأنه". (مرقس 9/2-13)

RealAudioMP3

التأمل

 

لقد تجلى ربنا فرأى التلاميذ مجده على الجبل العظيم، ليكون ذلك الواقع عندهم حقيقة! ودنا يوم آلامه، ليكون ذبيحا، فأنبأهم بموته، وأرهب التلاميذ بالخبر: إني سأُسلَم! فيهزأون بي ويعذبونني، ويصلبونني ويقتلونني! فارتاعوا وتشوشوا، خافوا وبهتوا، فأظهر لهم مجده وأذهلهم فعزاهم! قال له سمعان الصفا: حاشى لك أن تتألم! وخاف الرسل جميعهم لسماعهم نبأ يسوع عن موته! فأخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا، وأصعدهم إلى جبل عال وحدهم! لكي يزيل عنهم الحزن، وقد حطّمهم، ويفرحهم بتعزية مجده العظيم.تجلى أمام عيونهم، وصار لباسه أبيض، ووجهه مضيئا كالشمس فأذهلهم!

طاب لسمعان كلام إيليا، وملأه دهشة كلام موسى! ارتاح للنور، وطابت نفسه بالمجد العظيم فأحب المكان، وسأل ألا ينزل من هناك! سمع النبيين يتكلمان عن قصة الصلب، فخاف أن ينزل ليلقى البلايا والدم! النور وربنا وإيليا وموسى العظيم على الجبل، سمعان رأى واشتهى: ربنا، إن شئت، فحسن لنا أن نمكث هنا! نصنع ثلاث مظال، نقيم فيها: لك واحدة ولموسى واحدة يُكرم فيها، وواحدة لإيليا، ولنمكث هنا! لم تطب كلمة سمعان للآب المحتجب، لأنه قال: نصنع للثلاثة ثلاثا! غيرة الآب وبخت سمعان لأنه ساوى الوحيد بموسى وإيليا!

سمع الآب فغار لكرامة وحيده: إن الابن يستحق الكرامة! بسط على الجبل غمامة واحدة، مظلة مجد، للكريم وحده، وترك الاثنين كما هما! علم الآب سمعان أن يحد كلمته التي قال: العبد عبد، والرب رب! أسمع صوته على حبيبه أمام عيون التلاميذ، صاح: هذا هو ابني، حبيبي، فله اسمعوا!

رأى التلاميذ أن كل ما للآب هو للابن، القدرة والمجد والنور العظيم، كما لوالده؛ بالمظلة الواحدة التي صنعها، علم الآب سمعان أن البيعة واحدة، والصليب فيها واحد!

صوّر الآب البيعة بغمامة واحدة من النور العظيم، وأمرها بأن تسمع لابنه، في كل ما يقوله! من الرسل والأنبياء ظهرت واحدةً: لأن العروس واحد. تبارك من بسره أتمّ كل شيء! آمين.

( القديس يعقوب السروجي (+501)، نشيد تجلي ربنا )

 








All the contents on this site are copyrighted ©.