2006-03-03 16:19:25

قداسة البابا يزور مقرَّ إذاعة الفاتيكان احتفالا بالذكرى 75 لإنطلاقتها: لا نستطيع إلاَّ أن نشكر الربَّ وفي الوقت ذاته أن نرفع الصلاة كيما يؤازركم على الداوم


زار قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح الجمعة مقرَّ إذاعة الفاتيكان، لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنطلاقتها، ووجَّه كلمة للعاملين فيها قائلا: أنا هنا بينكم في هذا المبنى الجميل الذي أراد خادم الله البابا بولس السادس أن يضعه بتصرّف إذاعة الفاتيكان. أوجِّه تحيَّة حارَّة لرئيس عام الرهبنة اليسوعية الأب بيتير هانس كولفينباخ وأشكره على الخدمة التي يقدِّمها الآباء اليسوعيون للكرسي الرسولي، ومنذ تأسيس إذاعة الفاتيكان، عبر الأمانة التامة للروحانية الإغناطية في خدمة الكنيسة والحبر الأعظم.

كما شكر البابا الكردينال روبيرتو توتشي والأب أنطونيو ستيفانيتسي والأب باسكوالي بورغوميو الذين، ولسنوات عديدة، كانوا المدراء العامين لإذاعة الفاتيكان. وحيَّا قداسته أيضًا الأب فيديريكو لومباردي، المدير العام الحالي، إضافة إلى الموظفين الذين يعملون في مراكز أخرى تابعة للإذاعة، أيّ مركز بثّ في سانتا ماريا دي غاليريا ومبنى لاوون الثالث عشر ومبنى ماركوني. كما وجَّه قداسة البابا تحيَّة إلى الموظفين المتقاعدين والأهل والأصدقاء، وجميع الحاضرين هنا اليوم والمستمعين لبرامج الإذاعة، المنتشرين في كلِّ أنحاء الأرض.

وانتقل الأب الأقدس بعدها ليتحدَّث عن الذكرى الخامسة والسبعين لإنطلاقة إذاعة الفاتيكان وقال:إنَّ غوليلمو ماركوني كان يعلمُ أنَّ الطريق الذي شقَّه العلم والتقنية سيؤثر على حياة البشرية. وكان سلفي البابا بيوس الحادي عشر يدرك تمامًا أهميَّة وسيلة الإتصال الجديدة التي ستبثّ تعليم الحبر الأعظم إلى العالم. ورسالته الإذاعية الأولى في الثاني عشر من شهر شباط فبراير من العام 1931 التي دشَّن فيها تاريخ إذاعتكم، كانت موجَّهة لجميع البشر.

وفي السنوات اللاحقة، وخلال الحرب العالمية الثانية، أسمع خادم الله بيوس الثاني عشر وبرسائله الإذاعية التاريخية، أسمع جميع الشعوب كلمات عزاء ورجاء وسلام. وحين انتشرت الهيمنة الشيوعية في بلدان عديدة في اوروبا الوسطى والشرقية، ومناطق أخرى من العالم، كثَّفت إذاعة الفاتيكان برامجها ولغاتها، كيما تصل الجماعاتِ المسيحية المقموعة بأنظمة توتاليتارية،شهاداتُ تضامن البابا والكنيسة الجامعة. ومع المجمع الفاتيكاني الثاني، زاد إدراك أهمية وسائل الإتصال في نشر الرسالة الإنجيلية في عصرنا، وقد طوَّرت إذاعتكم، وبوسائل تقنية عصرية، برامجها الإذاعية.

واليوم، أضاف البابا يقول، وبفضل التكنولوجيات الحديثة، سيما الأقمار الإصطناعية والإنترنيت، باستطاعتكم تقديم برامج بلغات متعدِّدة، تبثُّها أيضًا إذاعات أخرى في القارات الخمس، ليزداد هكذا عدد المستمعين إليكم. أصدقائي الأعزاء، لا نستطيع إلاَّ ان نشكر الربَّ، وفي الوقت ذاته، أن نرفع الصلاة كيما يؤازركم على الداوم.

نعم! قال البابا، إنَّ جهادكم "هو جهاد الإيمان الحسن"، وفقًا لكلمات بولس الرسول، لنشر إنجيل المسيح. إنَّ رسالتكم تهدف إلى إعلان الرسالة المسيحية، بحريَّة وأمانة وفعالية، وربط مركز الكثلكة ببلدان العالم المتعدِّدة، من خلال بثِّ صوت وتعاليم الحبر الأعظم ونشاطات الكرسي الرسولي والكلام عن الحياة الكاثوليكية في العالم، وتقييم مشاكل الساعة، في ضوء التعليم الكنسي والإهتمام الدائم بعلامات الأزمنة.

إنَّها رسالة، قال البابا، تبقى آنية على الدوام، حتَّى إذا تبدَّلت الظروف مع مرور الوقت. فإذاعة الفاتيكان، ليست اليوم صوتًا واحدًا ينتشر من نقطة واحدة، إنَّما مجموعة أصوات، بأكثر من أربعين لغة، وقادرة على الحوار مع ثقافات وديانات متعدِّدة؛ مجموعة أصوات، تسير على دروب الأثير بفضل الموجات الكهرومغناطيسية.

واصلوا، أصدقائي الأعزاء، العمل في الأريوباج الكبير للإعلام المعاصر، مغتنين بالخبرة الكبيرة المُعاشة خلال يوبيل الألفين الكبير، ولمناسبة وفاة البابا الحبيب يوحنا بولس الثاني. هذا الحدث الذي بيَّن رغبة البشريَّة بالتعرّف على حقيقة الكنيسة.

ولكن، أضاف البابا يقول، لا تنسوا أنَّه، ولإتمام هذه الرسالة الموكَلة إليكم، لا بدَّ من تنشئة تقنية ومهنية ملائمة، ولكن ينبغي بنوع خاص، تنمية روح الصلاة والأمانة لتعاليم المسيح وكنيسته. فلتساعدكم وتحميكم مريم العذراء، نجمة البشارة الجديدة. وفي ختام كلمته إلى العاملين في إذاعة الفاتيكان لمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنطلاقتها، منح قداسة البابا الجميع بركته الرسولية.

 

البابا يبارك لوحة تذكارية تحمل اسم الكردينال كارول فويتيوا

هذا وكان قداسة البابا بندكتس السادس عشر قد جال في مختلف أرجاء الإذاعة وبارك لوحة تذكارية تحمل اسم الكردينال كارول فويتيوا، وذلك في الأستديو رقم 3، حيث أدلى البابا الراحل بأكثر من 30 مقابلة للقسم البولندي في إذاعة الفاتيكان، قبل انتخابه خليفة لبطرس.

 

كلمة مدير عام الإذاعة الأب اليسوعي فيديركو لومباردي

وكان مدير عام إذاعة الفاتيكان، الأب اليسوعي فيديريكو لومباردي وجَّه كلمة للأب الأقدس قال فيها: نحن سعداء بالعمل في إذاعة البابا. إنَّها المهمَّة التي أُوكلت إلينا في كرمة الربِّ، ونقوم بها يوميًا، لا بل ليل نهار، بمواظبة وفرح... ومَن سبقونا خلال السنوات الخمس والسبعين الماضية، تركوا لنا إرثًا غنيًّا... ونريد أن نسير في العمق وبلا خوف، في هذه الألفية الثالثة، حيث تحديات وسائل الإتصالات الإجتماعية هي من بين التحديات الأساسية لمستقبل البشريَّة.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.