2006-03-02 15:22:21

قداسة البابا يدعو في احتفال رتبة رش الرماد إلى مقاومة الشرِّ بالخير والكذب بالحقيقة والكراهية بالمحبَّة


عصر أمس الأربعاء، احتفل قداسة البابا بالقداس الإلهي في بازيليك القديسة سابينا في روما، وبعدها برتبة رشِّ الرماد، وألقى عظة قال فيها: يذكِّرنا الصوم بأنَّ الحياة المسيحيَّة هي صراع دائم، يُستخدم خلاله "سلاح" الصلاة والصوم والتوبة. وأكَّد الأب الأقدس أنَّ كلَّ تلميذ ليسوع مدعو إلى مكافحة الشر وكلِّ شكل من أشكال الأنانية والكراهية، والموت عن ذاته ليحيا في المسيح، ذلك أنَّه وباتِّباع المعلِّم الإلهي يُصبح المسيحيون رسل سلام.

كما وأنَّ هذا التصرف الداخلي، أضاف البابا يقول، يساعدنا على تحديد الردِّ المسيحي على العنف الذي يهدِّد العالم. وجواب من يتَّبع المسيح هو السير على الطريق الذي اختارها مَن عانق الصليب، متَّبعًا دربًا طويلة إنَّما أكثر فعالية وهي المحبَّة. فعلى خطاه، وبالإتحاد معه، علينا أن نلتزم جميعًا بمقاومة الشرِّ بالخير، والكذب بالحقيقة، والكراهية بالمحبَّة.

وذكَّر البابا بكلمات بولس الرسول في رسالته إلى أهل قورنتس:"قد مات المسيح من أجلهم كيلا يحيا الأحياء من بعدُ لأنفسهم، بل للذي ماتَ وقام من أجلهم". والمحبَّة، كما يقول يسوع نفسه في إنجيل اليوم، ينبغي أنْ تُترجم بأعمال ملموسة تجاه القريب، سيَّما الفقراء والمعوزين: "أيَّاكم أنْ تعملوا بمرأى من الناس لكي ينظروا إليكم، فلا يكون لكم أجر عند أبيكم الذي في السماوات... أمَّا أنت، فإذا تصدَّقت فلا تدع شمالك تعلم ما تفعل يمينك، لتكون صدقتك في الخفية، وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك".

فالمحبَّة الفعلية، قال الأب الأقدس، تشكِّل أحد العناصر الأساسية في حياة المسيحيين الذين يشجِّهم يسوع ليكونوا نور العالم، كيما يمجِّد الناس الله، من خلال رؤية أعمالهم الصالحة. وتصلنا هذه الوصية مع بداية زمن الصوم، كي نفهم دومًا بأنَّ المحبَّة هي جزء من طبيعة الكنيسة". والمحبَّة الحقيقية، تُترجم بأعمال لا تستثني أحدًا، على مثال السامري الصالح، الذي ساعد مجهولاً، رآه صدفة على الطريق. وفي ختام عظته، قال البابا: خلال زمن الصوم، نسمع صدى النداء الداعي للتوبة والإيمان بالإنجيل وفتح الروح على قوَّة النعمة الإلهية.








All the contents on this site are copyrighted ©.