2006-02-19 12:29:28

قداسة البابا يتلو صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس


تلا قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. قال البابا: تقترح علينا الليتورجية خلال أيام الآحاد الأناجيل التي تتحدث عن أعاجيب الشفاء التي تمت على يد المسيح. وبعد أن تناولنا إنجيل شفاء الأبرص، الأحد الماضي، نتوقف اليوم أمام أعجوبة شفاء المقعد. توجه المسيح إلى هذا المريض قائلاً له "يا بني غُفرت لك خطاياك" (مرقس 2، 5)، ليبين لنا أنه يريد أن يشفي الروح قبل كلّ شيء. المعقد يرمز إلى كلّ كائن بشري تُعيق الخطيئة تحركاته، وتمنعه من السير في طريق الخير. فالشر يكبّل الإنسان بقيود الكذب والغضب والحسد والخطايا الأخرى، و"يشلّه" شيئاً فشيئاً. ولكي يُظهر المسيح السلطة التي منحها له الله من أجل مغفرة الخطايا يقول للمعقد: "قم، فاحمل فراشك واذهب إلى بيتك" (مرقس 2، 11)، ويشفيه من علته الجسدية. الرسالة التي يريد أن يوجهها لنا المسيح واضحة جداً وهي أن الرجل المقعد جرّاء الخطيئة، يحتاج إلى رحمة الله، التي يحملها له المسيح، وأن شفاء الروح قادر على تجديد كيان الإنسان.

وتابع البابا يقول: ما تزال الإنسانية تحمل علامات الخطيئة، التي تمنعنا من معانقة القيم الأساسية شأن الأخوة والعدالة والسلام. نعلم جيداً أن الأسباب التي تحول دون السير في هذه الطريق كثيرة ومتنوعة، لكن الله يدعونا إلى النظر إليه بأعين الإيمان والرجاء كما فعل الرجال الأربعة الذين كانوا يحملون المقعد، وكان المسيح وحده قادراً على شفائه. ولذا اختار أسلافي الأحبار الأعظمون، سيما البابا الحبيب يوحنا بولس الثاني أن يقودوا رجال ونساء زمننا نحو المسيح المخلّص كيما ـ وبشفاعة العذراء مريم ـ يشفيهم من عاهاتهم. وأردت أنا أيضاً أن أسير في هذه الطريق، وشئتُ من خلال رسالتي العامة الأولى "الله محبة" أن أدّل المؤمنين والعالم كلّه على الله كمصدر للمحبة الحقيقية. محبة الله وحدها قادرة على تجديد قلب الإنسان، وإذا شُفي قلبُها تصبح البشرية "المقعدة" قادرة على النهوض والسير. محبة الله هي القوة الحقيقية التي تجدد العالم.

وفي ختام كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي، سأل الحبر الأعظم العذراء مريم أن تساعد كلّ شخص على فتح قلبه لمحبة الله الرؤوفة، وبهذا الشكل يُمكن أن تُشفى العائلة البشرية من الشرور التي تعاني منها. هذا ثم وجه قداسة البابا تحياته المعتادة بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم، ثم تمنى للكل أحداً سعيداً.








All the contents on this site are copyrighted ©.