2006-02-08 16:18:56

قداسة البابا يحدِّث المؤمنين في مقابلة الأربعاء العامة عن القسم الثاني من المزمور 144 ويتذكَّر الكاهن الإيطالي أندريا سانتورو الذي قُتل في تركيا


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح الأربعاء في قاعة بولس السادس بالفاتيكان مقابلته العامَّة المعتادة مع المؤمنين وحدَّثهم عن المزمور الـ 144 من الآية الـ 14 وحتى الـ 21:"الربُّ يعضدُ كلَّ الساقطين ويقوِّمُ كلَّ المُنحنين. إيَّاكَ تنتظرُ عيونُ الجميعِ فإنَّك أنتَ الذي تَرزقهم طعامهم في حينه. تبسطُ يديكَ فتُشبعُ كلَّ حيِّ مرضاتَه. الربُّ صدِّيقٌ في كلِّ طرقهِ وبارٌّ في جميع أعماله. الربُّ قدير من جميع دعاته من جميع الذينَ يدعونهُ بالحقِّ. يفعلُ مرضاة الذين يتَّقونه ويسمعُ استغاثتهم ويخلِّصهم. يحفظ الربُّ جميع محبِّيه ويستأصلُ جميع المنافقين. بتسبيح الربِّ ينطقُ فمي وكلُّ بشرٍ يباركُ اسمه القدوس مدى الدهر وإلى الأبد".

قال الأب الأقدس إنَّ القسم الثاني من المزمور الـ 144 يتحدَّث عن الرحمة والحنان والأمانة والصلاح الإلهي الذي يمتدُّ ليشمل جميع البشرية، ويسلِّط الضوء على المحبَّة التي يحتفظ بها الربُّ وبطريقة خاصة للفقير والضعيف. ويعبِّر الربُّ أيضًا عن ملوكيته من خلال الحنو على خلائقه الأكثر ضعفًا.

الرب هو قبل كلِّ شيء أبٌ "يعضدُ كلَّ الساقطين ويقوِّمُ كلَّ المُنحنين"، قال البابا، ونتيجة لذلك، تنتظرُ عيونُ الجميعِ إلى الربّ الذي يرزقهم طعامهم في حينه. وهكذا يُزهر إعلان الإيمان على شفاء المصلِّي، مذكّرًا بصفتين إلهيتين: العدالة والقداسة، "فالربُّ صدِّيقٌ في كلِّ طرقهِ وبارٌّ في جميع أعماله". العدالة التي تعني التحرير من الشر، والأمانة التي هي علامة عظمة محبَّة الله.

وتابع البابا يقول إنَّ المؤمن الحقيقي هو الذي يرفع الصلاة لله بثقة، ويبحث عنه بقلب صادق، ويخافه محترمًا إرادته ومطيعًا كلمته. والمؤمن هو من يحبّ الله أيضًا: "يحفظ الربُّ جميع محبِّيه ويستأصلُ جميع المنافقين".

أمَّا الكلمة الأخيرة لصاحب المزامير فهي نفسها التي يفتتح بها نشيده، وهي بالتالي دعوة لتسبيح الربِّ :"بتسبيح الربِّ ينطقُ فمي وكلُّ بشرٍ يباركُ اسمه القدوس مدى الدهر وإلى الأبد". ويمتدُّ التسبيح هكذا ليدعو جماعة المؤمنين كلَّها إلى الإحتفال بمحبَّة الله الشاملة، فهو ينبوع السلام والفرح والخلاص.

وبعد أنْ لخَّص تعليمه الأسبوعي بلغات متعدِّدة، رحَّب قداسة البابا بجميع المؤمنين، خاصًا بالذكر المشاركين في اللقاء الدولي الذي تنظِّمه جماعة سانت إيجيديو، وتمنَّى أن تأتي الأعمال بالثمار المرجوة. وقال الأب الأقدس: تحتفل الكنيسة اليوم بعيد القديس جيرولامو إيملياني والقديسة جوزبينا باخيتا. فلتساعد شهداتهما للمسيح الشباب على فتح قلوبهم على القداسة؛ والمرضى، على تقديم صلاتهم وألمهم للكنيسة بأجمعها؛ والأزواج الجدد، على جعْل عائلاتهم جماعة محبَّة مطبوعة بالقيم المسيحية.

وختم قداسة البابا بالقول: لا نستطيع اليوم عدم تذكار الأب أندريا سانتورو من أبرشية روما، الذي قُتل في تركيا الأحد الماضي، بينما كان يصلي داخل الكنيسة. وقد وصلتنا هذه الأيام بالذات رسالته الجميلة التي كتبها في الحادي والثلاثين من شهر يناير كانون الثاني الفائت مع الجماعة المسيحية في رعية القديسة مريم في مدينة ترابزون. إنَّها شهادة مؤثِّرة لمحبَّته للمسيح وكنيسته. فليقبل الربُّ نفس خادم الإنجيل الصامت والشجاع، ولتساهم التضحية بحياته في تعزيز الحوار بين الأديان والسلام بين الشعوب.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.