2006-02-06 15:59:07

قداسة البابا يستقبل وفدًا من أساقفة جمهورية الكونغو في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية ويدعو المجتمع الدولي إلى عدم نسيان القارة الأفريقية


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح الإثنين في الفاتيكان أساقفة من جمهورية الكونغو الديمقراطية في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية، ووجَّه لهم كلمة مسهبة عبَّر فيها عن قربه الروحي من أبناء أبرشياتهم، وقال إنَّ جميع سكان البلاد مدعوون للعمل من أجل السلام والمصالحة، وليكونوا مدافعين شُجعان عن كرامة كلِّ إنسان وشهودًا مقدامين لمحبَّة المسيح، من أجل بناء مجتمع أكثر عدلاً وأخوَّة.

ودعا الأب الأقدس الأساقفة إلى مواصلة ترسيخ الإنجيل في ثقافتهم، عبر احترام القيم الأفريقية الغنيَّة، وتنقيتها أيضًا ممَّا قد يجعلها متعارِضة مع حقيقة الإنجيل، وشدَّد أيضًا على أهميَّة سرِّ التوبة، الذي بواسطته، يحِّرر الله الإنسان من الخطيئة، ويسمح له بأن يكون أكثر فأكثر خمير مصالحة وسلام في الكنيسة والمجتمع، وقال البابا: إنَّ الكهنة والمؤمنين مدعوون إلى إعادة اكتشاف محور حياتهم في الإفخارستيا، مستقبلين في مدرسة السلام الكبيرة هذه، المعنى الحقيقي لإلتزاماتهم، والنداءَ الذي يدعوهم ليكونوا صانعي حوار وشركة.

وتابع البابا كلمته إلى أساقفة جمهورية الكونغو الديمقراطية قائلاً إنَّ بناء الكنيسة، عائلة الله، مهمَّةٌ متطلِّبة، ومشيرًا إلى الجهود التي يبذلها أصحاب السيادة لزرع دروب المصالحة والشركة الأخويَّة في القلوب والضمائر، كما وتمنَّى قداسته أنْ تُعطي حملة التربية المدنية في البلاد، الثمار المرجوَّة.

وأضاف قداسة البابا يقول:إنَّ الكنيسة مدعوة للمشاركة في هذه المهمَّة، وفقًا لدعوتها الخاصَّة، والإسهام في الخير المشترك وتعزيز دولة القانون. ومن خلال التعمق بالإرث الغني للعقيدة الإجتماعية للكنيسة، يستطيع المسؤولون السياسيون التفكير بالتزامهم في خدمة الخير العام، من أجل العمل لإنشاء مؤسسات عادلة، تكون في خدمة تجديد المجتمع.

وأضاف قداسته يقول:كيما تُسمع كلمة الإنجيل في كلِّ بقعة من البلاد، وكيما يؤثر تعليم الكنيسة على الضمائر والذهنيات والعادات، يبقى استخدام وسائل الإتصالات الإجتماعية، سيَّما الإذاعة والتلفزيون، ضروريًا، وأكثر من أيِّ وقت مضى. فبفضل هذه الوسائل، قال الأب الأقدس: تستطيع الكنيسة إتمام رسالتها النبوية، وخصوصًا للحدِّ من نشاط البدع التي تستخدم التكنولوجيات الحديثة لإستمالة المؤمنين. فوسائل الإعلام المعاصرة تتيح تربية فعَّالة، تُنعشها الحقيقة، والقيامَ بعمل يرمي للدفاع عن الحرية واحترام كرامة الإنسان وتعزيز ثقافة حقيقية لشعبكم.

وانتقل البابا ليقول إنَّ تبشير العائلة يشكِّل أولوية راعوية. فحركة اللاجئين والمتنقلين وداء السيدا والتبدّلات الهامة في المجتمع المعاصر، أمور أدَّت إلى تفكيك عائلات عديدة وإضعاف المؤسسة العائلية. ولهذا، من الأهمية بمكان، وعلى الصعيدين الأبرشي والإجتماعي، تشجيع الكاثوليك على تعزيز القيم الجوهرية للعائلة. وبهذا الروح، لا بدَّ أيضًا من الإنتباه إلى التنشئة الإنسانية والروحية للأزواج ومتابعة العائلات، والتذكير بكرامة الزواج المسيحي، غير القابل للإنحلال، وتقديم روحانية صلبة، كيما تنمو العائلات بالقداسة.

كما وجَّه الأب الأقدس تحياته إلى المكرسين والمكرسات وجميع الذين، وفي ظلِّ أوضاع صعبة، اختاروا البقاء إلى جانب السكان الممتحنين ليقدِّموا المساعدة والعزاء والدعم الروحي. ودعا قداسته المكرسين إلى تقديم شهادة نبوية في الكنيسة والمجتمع الكونغولي.

ومن ثمَّ انتقل البابا للحديث عن الشباب الذين يشكِّلون ثروة للكنيسة والبلاد بأسرها، وطلب إلى الأساقفة أن يغذّوا إيمانهم ورجاءهم، مقترحين عليهم تنشئة مسيحية صلبة، مذكِّرًا بالمبادرات الراعوية الهادفة إلى مساعدة أطفال الشوارع والأطفال المجنَّدين. كما دعا البابا المدارس الكاثوليكية وجميع المعنيين بتربية الشبان، إلى تقديم وسائل تساعدهم للنموِّ في المحبة والتدرّب على الإحترام المتبادل وتعلّم الحوار وخدمة الجماعة، كيما يصبحوا أعضاء فاعلين في حقل البشارة وتجديد النسيج الإجتماعي.

وتمنَّى الأب الأقدس أن ينتصر السلام والمصالحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة البحيرات الكبرى بأسرها، وأن يعمل من بيدهم مصائر الأمَّة بطريقة مسؤولة لبلوغ سلام دائم! كما دعا البابا الجماعة الدولية إلى عدم نسيان أفريقيا والقيام بأعمال شجاعة لتعزيز الإستقرار السياسي والإقتصادي في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وفي ختام كلمته إلى أساقفة جمهورية الكونغو الديمقراطية في ختام زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية، ذكَّر قداسة البابا بكلماته في رسالته من أجل يوم السلام العالمي للعام 2006: "ومن الأهمية بمكان أن تلتزم كل جماعة في عمل تربوي دؤوب ينمي في كل شخص وعيا لضرورة اكتشاف أعمق لحقيقة السلام".








All the contents on this site are copyrighted ©.