2006-02-04 17:05:51

إنجيل الأحد 5 شباط فبراير 2006 وقفة تأملية في كلمة الحياة


ولما خرجوا من المجمع، جاؤوا إلى بيت سمعان وأندراوس ومعهم يعقوب ويوحنا. وكانت حماة سمعان في الفراش محمومة، فأخبروه بأمرها. فدنا منها فأخذ بيدها وأنهضها، ففارقتها الحمى، وأخذت تخدمهم.

وعند المساء بعد غروب الشمس، أخذ الناس يحملون إليه جميع المرضى والممسوسين. واحتشدت المدينة بأجمعها على الباب. فشفى كثيرا من المرضى المصابين بمختلف العلل، وطرد كثيرا من الشياطين، ولم يدع الشياطين تتكلم لأنها عرفته.

وقام عند الفجر مبكرا، فخرج وذهب إلى مكان قفر، وأخذ يصلي هناك. فانطلق سمعان وأصحابه يبحثون عنه، فوجدوه. وقالوا له: " جميع الناس يطلبونك ". فقال لهم: " لنذهب إلى مكان آخر، إلى القرى المجاورة، لأبشر فيها أيضا، فإني لهذا خرجت ". وسار في الجليل كله، يبشر في مجامعهم ويطرد الشياطين. (مرقس 1/29-39)

 

التأمل RealAudioMP3

 

نتابع مع مرقس في هذا التقرير المفصل (أو التحقيق المصور) عن حركة يسوع الخلاصية اليومية في الجليل، وبخاصة في كفرناحوم، لاستخلاص المدلول اللاهوتي منه.

هدوء السبت يخرقه خبر شفاء يسوع للممسوس في المجمع صباحا. خبر، ما إن انقضى النهار وحل المساء، حتى خرج الناس من بيوتهم يفتشون عن يسوع "صانع العجائب" كي يشفي أسقامهم وعللهم. هو المشيح المنتظر الذي يعلن ويحقق الملكوت. صرخت الشياطين في المجمع معلنة ومعترفة بهوية يسوع: " أنت قدوس الله "، فانتهرها وأمرها بالسكوت. أمر عجيب!

 لم يكن سكان كفرناحوم مهيئين لهذا الوحي والإعلان، وهناك مسافة طويلة عليهم سلوكها قبل أن يدركوا وجه يسوع الحقيقي. فلا يكفي أن يعترفوا بألوهية المسيح إنما هل يؤمنون به حقا؟ لم يرد الرب أن يرجع كل مريض إلى بيته معافى من دون أن يلتقي بالله. وعندما أتاه سمعان مفتشا عنه قائلا له: "جميع الناس يطلبونك"، أجابه يسوع، لافتا نظره إلى أهمية وأحقية البشارة بالملكوت: " لنذهب إلى مكان آخر، إلى القرى المجاورة، لأبشر فيها، فإني لهذا خرجت ". انطلق الرب يسوع إلى كل من بحاجة إلى التعرف حقا على الله وليس لاجتراح العجائب والآيات التي تستهوينا وتبهرنا: توبوا فقد اقترب ملكوت الله.

".. فخرج وذهب إلى مكان قفر، وأخذ يصلي هناك". انفرد يسوع عن الناس ليلتقي الله في الوحدة والتأمل، ولم يمنعه حبه للصلاة من أن ينطلق مع سمعان أيضا لخدمة الناس، فالصلاة والعمل متجانسان ومتكاملان في حياة الرب، كما في حياتنا أيضا. فلا تكفي البشارة وحدها ما لم تحصن بالصلاة والتأمل.

لنصل إلى الرب يسوع، السائر على دروب حياتنا اليومية، كي يخلصنا، ويعتق أسرنا من عبودية أهوائنا وأخطائنا وعاداتنا الرتيبة، ويشفي آلام نفوسنا وجراحات ذكرياتنا، فنسير معه صوب مجد قيامته المحيية. آمين. 

 

  

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.