2006-02-01 15:40:15

المزمور 114 محور تعليم قداسة البابا الأسبوعي في مقابلته العامة مع المؤمنين


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة العاشرة والنصف صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في قاعة البابا بولس السادس في الفاتيكان، وتمحور تعليم الأب الأقدس هذا الأسبوع حول المزمور المائة والرابع عشر. قال قداسة البابا في مستهل تعليمه: يشكل هذا المزمور نشيدَ فرح للربّ الذي يصوّره كـ"ملك" عطوف قلق على خلائقه. وأود أن أتأمل معكم اليوم ـ أيها الأخوة الأعزاء ـ في القسم الأول من المزمور الذي يمتدّ من الآية الأولى ولغاية الآية الثالثة عشرة.

يصف صاحب المزامير الربّ بـ"الملك" إذ يقول في الآية الأولى: "يا إلهي الملكُ أُعظّمكَ وأبدَ الدهور أُباركُ اسمكَ". كما تتردد كلمة "ملكوت" أربع مرات متتالية في ثلاث آيات من المزمور (الآيات الحادية عشرة، الثانية عشرة والثالثة عشرة). إننا نعلم جيداً ـ تابع البابا يقول ـ أن هذا الرمز "الملوكي" الذي كان محوراً هاماً في تعاليم المسيح، يشكل تعبيراً عن مخطّط الله الخلاصي. فالله لم يتخذ موقف "اللامبالاة" حيال التاريخ البشري، بل على العكس إنه يرغب في إحلال التناغم والسلام وسط البشر. لكنَّ بلوغ هذا الهدف يتطلبُ مشاركة البشرية بأسرها، المدعوة إلى إتمام المشيئة الإلهية المخلِّصة، وهي مشيئة تشمل جميع البشر دون أي استثناء وأبناء كلّ جيل وعصر.

ومضى البابا بندكتس السادس عشر إلى القول: إن صاحب المزامير يرفع المجد والشكر لله على عمله الخلاصي، الذي يعكس المحبة التي يكنّها الربّ حيال جميع خلائقه، ويقول "أُبارك اسمك ... في كلّ يوم أباركُك ... أُسبّح اسمك". ويتحدث المزمور المائة والرابع عشر أيضاً عن "أعمال" الله و"مآثره"، "عجائبه" و"عظائمه"، "صلاحه" و"برّه"، "رحمته" و"رأفته".

ويشكل هذا المزمور أيضاً ـ تابع البابا يقول ـ صلاة تُعلن "تدخّل" الله في الشؤون الإنسانية، ليسير بخلائقه نحو تمام الخلاص. فالمؤمن ليس متروكاً بيد قوى الظلمات ولا يعيش وحيداً مع حريته، بل وضع نفسه بيد الله القدير والمُحبّ، الذي لديه مخطط خلاصي وملكوت يريد إنشاءه.

إن ملكوت الله، الذي يتحدّث عنه المزمور المائة والرابع عشر، قال قداسته، ليس ملكوت الأقوياء والظافرين أو ملكوت الطغاة والمستبدين، كما هي عادة الممالك الأرضيَّة. ملكوت الله هو تعبير عن رأفته وحنانه وطيبته ورحمته وعدله. وتختصر لنا الآية الثامنة من المزمور طبيعة الله فتقول "الرب رحيمٌ رؤوف، طويل الأناة وعظيمُ الرحمة"، وهي الكلمات عينها التي قالها الله عن نفسه حين تراءى لموسى في صحراء سيناء: "الرب الربّ! إلهٌ رحيم ورؤوف، طويل الأناة كثير الرحمة والوفاء" (سفر الخروح 34، 6).

وفي ختام مقابلته العامة مع المؤمنين وبعد أن وجّه تحياته المعتادة بلغات عدة إلى وفود الحجاج والمؤمنين في قاعة البابا بولس السادس، ملخصاً فيها تعليمه الأسبوعي، قال البابا: لقد أحيينا يوم أمس ذكرى القديس "يوحنا بوكسو" الكاهن والمربّي. وتوجّه قداسته إلى الأجيال الفتية قائلاً: انظروا إلى القديس بوسكو أيها الشبان والشابات الأعزاء واقتدوا به كمثل حياة وقداسة. كما طلب البابا إلى المرضى أن يضعوا ثقتهم دوماً بالمسيح المصلوب. هذا ثم منح الحبر الأعظم الجميع فيض بركاته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.