2006-01-28 13:07:01

كلمة البابا إلى أعضاء محكمة الروتا الرومانية لمناسبة بدء السنة القضائية الجديدة


استقبل قداسة البابا صباح السبت أعضاء محكمة الروتا الرومانية لمناسبة بدء السنة القضائية الجديدة. ووجه لهم كلمة أشار فيها إلى آخر لقاء لأعضاء هذه المحكمة مع البابا يوحنا بولس الثاني والإرث الذي تركه في مادة الحق الكنسي. وتناول في هذا الصدد مسألة دعاوى بطلان الزواج والتوجيهات الصادرة في هذا المجال. قال البابا إن الاهتمام المكرس لهذه الدعاوى يتخطى حدود الخبراء إذ إن الأحكام الكنسية في هذه المادة تؤثر على مسألة تناول القربان المقدس من قبل مؤمنين كثيرين ما يعكس أهمية دعاوى بطلان الزواج إلى حد أن تطرق إليها السينودس الأخير حول الإفخارستيا حيث دعا آباء السينودس المحاكم الكنسية إلى العمل لتنظيم وضع المؤمنين غير المتزوجين كنسيا كي يتمكنوا من تناول القربان المقدس. مع ذلك يبدو أن التشريع الكنسي وضع حدودا لهذا الدفع الراعوي كما لو أن الاهتمام الرئيسي يكمن في إكمال الإجراءات القانونية المنصوص عليها في الحق الكنسي بشأن عقد الزواج.

مضى البابا إلى القول أود الإشارة إلى العلاقة بين القانون الكنسي والعمل الراعوي أي محبة الحقيقة. وهذا يعني أن إجراءات بطلان الزواج ترمي إلى خدمة الحقيقة والإعلان عنها من قبل طرف ثالث حيادي. ومن الأهمية بمكان في هذا المضمار الرابط بين العقل والإيمان بمعنى أن عمل القضاة الكنسيين يهدف بالدرجة الأولى إلى البحث عن العدالة للتخفيف من حدة الخلافات وجعلها أكثر إنسانية. مع ذلك فإن هذا التصرف لا يكفي لوحده إذ إن الأشخاص بحاجة إلى محبة وبالتالي فإن مقياس البحث عن الحقيقة يجعلنا ندرك جدلية الإجراء القانوني وفي الوقت نفسه قيمته الراعوية غير المنفصلة عن محبة الحقيقة. وقد يحصل أحيانا أن تلوث تصرفات معينة من قبل بعض الأشخاص المحبة الراعوية لتظهر بلباس راعوي لكنهافي الواقع لا تتجاوب مع خير الأشخاص والجماعة الكنسية. ذلك لأن تحاشي المواجهة مع الحقيقة المخلِّصة يجعل من هذه التصرفات تتعارض ولقاء الإنسان مع المسيح. الحقيقة التي نبحث عنها في محاكمات بطلان الزواج ليست خيالية إذ إنها تندمج في مسيرة الإنسان المسيحية. ختم البابا كلمته إلى أعضاء محكمة الروتا الرومانية المقدسة حاثا على مواصلة البحث عن الحقيقة التي هي المسيح.  








All the contents on this site are copyrighted ©.