2006-01-28 15:23:09

إنجيل الأحد 29 كانون الثاني يناير 2006. وقفة تأملية حول كلمة الحياة


 

ودخلوا كفرناحوم. وما إن أتى السبت حتى دخل المجمع وأخذ يعلم. فدهشوا لتعليمه، لأنه كان يعلم كمن له سلطان، لا مثل الكتبة.

وكان في مجمعهم رجل فيه روح نجس، فصاح: "ما لنا ولك يا يسوع الناصري؟ أجئت لتهلكنا؟ أنا أعرف من أنت: أنت قدوس الله". فانتهره يسوع قال: "اخرس واخرج منه!" فخبطه الروح النجس، وصرخ صرخة شديدة، وخرج منه. فدهشوا جميعا حتى أخذوا يتساءلون: "ما هذا؟ إنه لتعليم جديد يلقى بسلطان! حتى الأرواح النجسة يأمرها فتطيعه!" وذاع ذكره لوقته في كل مكان من ناحية الجليل بأسرها. (مرقس 1 /21 -28 )

 

RealAudioMP3

 

التأمل

 

نرى يسوع، في هذا النص من الإنجيل، بعد أن اختار الرسل الأربعة الأولين، يدخل وإياهم مجمع كفرناحوم يوم السبت، ليلقي كلمة حول قراءات الكتاب المقدس. فأخذ يعلم كمن له سلطان، أدهش السامعين بتعليمه. لربما  تذكر أحد الحاضرين قول الكتاب: "يقيم لك الرب إلهك نبيا مثلي من وسطك، من اخوتك، فله تسمعون" (تثنية الاشتراع 18/15).

 يلفت مرقس الإنجيلي نظرنا إلى يسوع - الحدث الجديد – الذي بدأ يغير بتعليمه مجرى التاريخ: ها هو يأمر الروح النجس القابع في جوف الإنسان بالخروج منه. فهو هنا يقرن تعليمه بالأعمال حتى في يوم السبت المكرس للراحة ليؤكد على أن لا راحة لله إلا بخلاص وتحرير الإنسان من مكبلات الخطيئة. أمام وداعة وقوة يسوع ينتفض الروح النجس ممتعضا: "ما لنا ولك يا يسوع الناصري؟ أجئت لتهلكنا؟" ، ويعترف بألوهيته وبسلطانه: "أنا أعرف من أنت: أنت قدوس الله". وينتهره الرب كما أمر البحر الهائج بالسكون، إذ ليس كل دعاء أو صلاة مقبولين إلا من قلوب صافية ومؤمنة، فخرج الروح الشرير من ذلك الإنسان الممسوس المعذب طائعا صاغرا. تعجب الحاضرون وتساءلوا: "... حتى الأرواح النجسة يأمرها فتطيعه!"...

نقرأ مع مرقس الإنجيلي ومع الكنيسة بأسرها تشجيع يسوع المسيح لنا كي نبقى ثابتين راسخين في إيماننا به، لا يحيدنا عنه أي إغراء أو تجربة أم إحباط؛ إيمان بالمسيح القاهر الموت والشر بقيامته الظافرة. فإذا كانت الشياطين تؤمن بأن يسوع هو ابن الله، فكم حري بنا، نحن حاملي كنوز أسراره المحيية، أن نعترف به، ليس إلها فقط، بل فاديا ومخلص البشرية جمعاء من براثن قوى الشر؟! له المجد دائما. آمين. 








All the contents on this site are copyrighted ©.