2006-01-27 14:20:42

نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الجمعة 27 يناير 2006


انعكاسات انتصار حماس إقليميا ودوليا

وصول إسلاميي حماس بقوة إلى السلطة واختفاء أرييل شارون عن الساحة السياسية. 3 أسابيع كانت كافية لخلط الأوراق في الشرق الأوسط. فوز حماس كان متوقعا لكن انتصارها الساحق في الانتخابات التشريعية أدهش الجميع بما فيهم حماس أيضا. زد إلى ذلك الصدمة التي تلقاها الإسرائيليون في رؤيتهم صاحبي الهجمات الانتحارية في السنوات الأخيرة يجلسون على مقاعد السلطة في الشارع الفلسطيني. ويأتي هذا الزلزال السياسي بعد كسوف أرييل شارون وتسلم أولمرت مهام إدارة شؤون البلاد. وما القول عن عمليات التصفية المستهدفة من قبل إسرائيل بحق زعماء الفصائل الفلسطينية المتطرفة التي أدت إلى  تقوية حماس سياسيا. انتصرت حماس على حساب المسؤولين في السلطة الوطنية في ما إسرائيل شاءت أم أبت عليها أن تتعامل مع أكثرية برلمانية من حماس إذا أرادت السير على طريق المفاوضات.

بالمقابل أسرع المجتمع الدولي ليوجه دعوات إلى حماس للعدول عن العنف والإرهاب والإقرار بإسرائيل في ضوء إطلاق مفاوضات جديدة أو العودة إلى خريطة الطريق. اللجنة الرباعية التي تضم روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أصدرت بيانا جاء فيه أن حلا يقوم على دولتين يستوجب تخلي جميع المشاركين في العملية الديموقراطية عن العنف والإرهاب وموافقتهم على حق إسرائيل في الوجود ونزع أسلحتهم كما نصت خريطة الطريق. أضاف البيان أن اللجنة الرباعية تكرر تأكيد وجود تناقض أساسي بين نشاط المجموعات المسلحة والميليشيات وبين بناء دولة وأن الشعب الفلسطيني صوت للتغيير وبالتالي لا بد من احترام إرادته والجلوس إلى طاولة المحادثات وترك السلاح ووسيلة العنف لتحقيق التطلعات الشرعية.

حكومة الأردن دعت إلى احترام نتائج الانتخابات الفلسطينية التي أعطت الأكثرية الساحقة في البرلمان لحركة حماس ذلك لأن هذا التطور عملية ديمقراطية سيكون لها وقع كبير على العملية السلمية في المنطقة وعلى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في ضوء إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. رئيس الحكومة التركية إردوغان قال إن المجتمع الدولي مدعو إلى إعطاء حماس فرصة لتسيير العملية السلمية. أما وزير الخارجية التركي عبد الله غل فقال من جهته إن حماس قد تحصل على دعم دولي إذا ما انضمت إلى القيم الديمقراطية.

إندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دعت حماس إلى الحوار من أجل السلام. وجاء في بيان حكومي صدر في جاكرتا أن إندونيسيا تأمل بأن تواصل الحكومة الفلسطينية الجديدة مساعيها من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط. ولم يستبعد البيان أن تتمكن فرق راديكالية تصل إلى الحكم من تسوية المشكلات بالوسائل السلمية. بالمقابل عاد زعيم حزب الليكود نتانياهو ليطلب من المجتمع الدولي فرض عقوبات على الشعب الفلسطيني غداة انتصار حماس وقال لا بد قبل التفكير بالتفاوض مع حماس أن تبدل هذه الأخيرة مواقفها. كما دعا الجماعة الدولية إلى ممارسة ضغوط على الحكومة الفلسطينية الجديدة كي تتبنى سياسة جديدة وإلا فسوف يستمر النزاع المسلح بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.

وفي ما نشرت صحيفة يديعوت أحرانوت استطلاعا للرأي جرى قبل الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية جاء فيه أن نصف الإسرائيليين مستعدون من حيث المبدأ لإطلاق حوار مع حماس قال نائب المفوضية الأوروبية والمسؤول عن لجنة حقوق الإنسان والحرية والعدالة في الاتحاد الأوروبي وهو وزير الخارجية الإيطالية السابق فراتيني قال إن الاتحاد مدعو إلى احترام الاتفاقات الموقعة مع الرئيس الفلسطيني الراحل عرفات ما يعني أنه في حال قرار السلطة الوطنية تغيير الاتجاه فإنها ستواجه عراقيل كثيرة. أضاف فراتيني أن الاتحاد قد يلغي المساعدات المادية للسلطة الوطنية إذا ما ابتعدت الحكومة الفلسطينية الجديدة عن خريطة الطريق.

أطراف أمريكية دعت من جهتها إلى عزل الجناح المسلح في حماس عن شطرها السياسي ما يسمح للدبلوماسية بالعمل للتقرب من الشارع الإسرائيلي ورأت أن الفساد والرشوة داخل السلطة الوطنية أثرا للغاية على نتائج الانتخابات. يحصل هذا في الوقت الذي سجلت فيه مصادمات مسلحة في بلدة خان يونس بين مؤيدي حماس وأتباع فتح أسفرت عن إصابة 3 أشخاص بجراح. أما شيمون بيريز أحد زعماء حزب كاديما الذي أسسه شارون فرأى من جهته أن إسرائيل تبقى شريكا للسلطة الوطنية الفلسطينية وأضاف أن بلاده مستعدة للتفاوض مع حماس إذا شاءت ذلك هذه الأخيرة.

زعيم حماس إسماعيل هنية أعلن أنه سيلتقي في الأيام القليلة القادمة في غزة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليناقش معه مسألة الشراكة السياسية بعد فوز حركته الساحق. أضاف هنية أن خلافات سياسية تفصل بين الطرفين لكن هذا لا يعني أن حماس ستخوض نزاعا مع رئاسة السلطة الوطنية. محمود عباس من جهته أعلن أنه سيطلب من حماس تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة وأن مشاورات تجري حاليا في ضوء لملمة الفعاليات السياسية المختلفة تحت مظلة الوحدة الوطنية. حصلت حماس على 76 مقعدا في البرلمان من أصل 132 في ما حصلت فتح على 43 مقعدا.

حكومة سلوفاكيا طلبت من حماس الإقرار بإسرائيل والعدول عن العنف وتمنت أن يواصل النواب الفلسطينيون تعاونهم مع المجتمع الدولي لاستئناف الحوار مع إسرائيل. أما الحكومة اللبنانية فاعتبرت نتائج الانتخابات الفلسطينية زلزالا ومؤشر احتجاج على سياسة السلطة الوطنية وسياسة أمريكا وإسرائيل في الشرق الأوسط. ورأى الإعلام اللبناني أن انتصار حماس سيكون له انعكاسات على البلدان العربية الأخرى وأن هذه الحركة مدعوة للتحول إلى كيان سياسي يقاسم السلطة الوطنية مسؤولياتها. صحيفة السفير البيروتية كتبت أن الرفض الأمريكي والإسرائيلي لحماس ولد ردود فعل قوية في العالم العربي. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو التالي هل ستشن حماس حربا لإبادة إسرائيل أم أنها ستقبل بالتفاوض؟ وكيف؟    

 








All the contents on this site are copyrighted ©.