2006-01-27 16:10:15

كلمة قداسة البابا إلى المسؤولين عن اتّحاد العمال المسيحيين الإيطاليين: وحدها الديمقراطية تضمن المساواة بين الجميع واحترام حقوق كل كائن بشري


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الجمعة في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي في الفاتيكان المسؤولين عن "اتّحاد العمال المسيحيين الإيطاليين"، يتقدّمهم رئيس الاتّحاد السيد لويجي بوبّا، وتزامن اللقاء مع الاحتفال بالذكرى السنوية الستين على تأسيس هذا الاتحاد.

وجّه الحبر الأعظم لضيوفه كلمة أعربَ في مستهلّها عن سروره الكبير لاستقبالهم في الفاتيكان وخصّ بالذكر الأساقفة والكهنة الذين يسهرون على التنشئة الروحية للمنتمين إلى الاتّحاد. وقال البابا: لقد أبصر اتّحاد العمال المسيحيين الإيطاليين النور في عام 1945، برغبة من السعيد الذكر البابا بيوس الثاني عشر بهدف تعزيز حضور المؤمنين الكاثوليك الإيطاليين في عالم العمل.

وتابع قداسته كلمته مذكراً بأهمية البعد الإنساني للعمل الذي يجب أن يعود بالفائدة على الكائن البشري وعلى المجتمع بأسره. إننا نعيش في زمن يسمح فيه العلم والتكنولوجيات الحديثة بتحسين مستوى العيش، لكن مما لا شكّ فيه أنه إذا استخدمنا هذه التكنولوجيات بشكل مغلوط، قد ينعكس الأمر سلباً على حياتنا. وذكّر البابا أيضاً بأهمية احترام حياة الإنسان والدفاع عنها في جميع مراحلها أي منذ اللحظة الأولى لتكوينها ولغاية موتها الطبيعي، وهي مسؤولية خلقية تقع على عاتق الجميع في كلّ ظرف ومكان يُنتهك فيه الحق في الحياة أو يداس أو يُهان. وتمتدّ هذه المسؤولية الخلقية لتشمل أيضاً كافة أشكال الفقر والظلم والتهميش.

ومضى قداسته إلى الحديث عن قيمة الديمقراطية قائلاً إنها وحدها تضمن المساواة بين الجميع واحترام حقوق كلّ كائن بشري. ويحملنا سعينا إلى الدفاع عن مبدأ الديمقراطية على الالتزام في صون حقوق جميع الأشخاص، سيما الضعفاء والمهمشين. وذكّر البابا ضيوفه بأن التاريخ يعلّمنا أنَّ كل ديمقراطية تفتقر إلى القيم تتحول بسهولة إلى نظام قمعي وتوتاليتاري، ظاهراً كان أم خفياً.

وتابع الحبر الأعظم يقول: ينبغي على العمّال المسيحيين أن يتمسكوا بتعاليم الكنيسة والإنجيل. وليس من قبيل الصدفة أن ذكّركم سلفي السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني في الأول من شهر أيار مايو من عام 1995، بأن الإنجيل وحده  قادر على تجديد "اتّحاد العمّال المسيحيين الإيطاليين". وقال بندكتس السادس عشر: إن وجود الكهنة فيما بينكم، الذين يرافقون مسيرتكم الروحية، يساعدكم على أن تعوا أهمية العلاقة مع الكنائس المحلية وعلى تجديد التزامكم في الحوار المسكوني وما بين الأديان.

وفي ختام كلمته إلى المسؤولين عن "اتّحاد العمال المسيحيين الإيطاليين" حثّ قداسة البابا ضيوفه على عدم التخلي أبداً عن رجائهم المسيحي، والشهادة دوماً للمسيح القائم من بين الأموات، رجاء العالم. وسأل البابا للحاضرين وعائلاتهم حماية العذراء مريم، ثم منح الجميع فيض بركاته الرسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.