2006-01-26 15:30:29

قداسة البابا يختتم في بازيليك القديس بولس أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين: حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي كنت هناك بينهم


ترأس قداسة البابا بندكتس السادس عشر مساء أمس الأربعاء صلاة المساء، في بازيليك القديس بولس خارج أسوار روما القديمة، مختتمًا أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، وموضوعه هذا العام "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، كنتُ هناك بينهم"، وألقى الحبر الأعظم عظة قال فيها:"إنَّ توق كلِّ جماعة إلى الوحدة يترافق وأمانتها للإنجيل. وما من حركة مسكونية حقيقية، كما ورد في المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، بدون توبة داخلية، ذلك أنَّه من تجدُّد الروح ونكران الذات ودفق المحبَّة الحر، يصدر التوق إلى الوحدة وينضج."

وتابع الأب الأقدس يقول: الله محبَّة، وعلى هذه الصخرة الصلبة يرتكز إيمان الكنيسة، سيما البحث الصبور عن الوحدة الكاملة بين جميع تلاميذ المسيح. ومن خلال إنعام النظر بهذه الحقيقة، ذروة الوحي الإلهي، لا تفتر عزيمتنا امام الإنقسامات. فالرب يسوع الذي هدم بدم آلامه "جدار الفصل" و"العدواة"، لن يتأخر في منْح القوَّة جميع من يتضرَّع إليه بإيمان لشفاء كلّ ألم، غير انَّه ينبغي الإنطلاق دائمًا من أنَّ "الله محبَّة"، وخصَّصتُ رسالتي العامَّة الأولى لهذا الموضوع بالذات، كما أنَّ تزامن صدورها مع اختتام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين يشكِّل دعوة لإعتبار لقائنا اليوم، لا بل المسيرة المسكونية في ضوء محبَّة الله.

وأضاف قداسة البابا يقول: أودُّ أنْ أكل اليوم مجددًا إلى الله خدمتي البطرسية سائلا إياه نور وقوة الروح القدس، كيما يعزِّز دومًا الشركة الأخوية بين جميع المسيحيين. إنَّ المحبة الإلهية، قال الأب الأقدس، هي القوَّة التي بدَّلت حياة شاوول وجعلته رسول الأمم، وكما كتب في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس "وبنعمة الله ما أنا عليه، ونعمتُه عليَّ لم تكن عقيمة". فمن جهة أولى، يشعر بأنَّه كان عائقًا أمام نشر رسالة المسيح، ولكنَّه يعيش في الآن معًا فرَح لقاء الربِّ القائم، ويتذكَّر جيدًا هذا الحدث الذي بدَّل حياته. حدث فائق الأهمية للكنيسة بأسرها، وقد ورد في أعمال الرسل ثلاث مرات. وهكذا، تحوَّل مِن مضطهد للمسيحيين إلى رسول الأمم.

وتوقف البابا بعدها عند كلمات يسوع لتلاميذه:" حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، كنتُ هناك بينهم"، وقال:إنَّ الطلب معًا يطبع خطوة باتجاه الوحدة بين جميع من يسألون ذلك، كما وذكَّر بما قاله البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته العامَّة "ليكونوا واحدًا": "على طريق الوحدة المسكونية تعود الأولوية بلا ريب إلى الصلاة المشتركة، إلى الوحدة المصلية المتمثِّلة في أؤلئك الملتئمين حول يسوع نفسه." إنَّ حضور المسيح، يجعل فعَّالة الصلاة المشتركة لجميع من يلتئمون باسمه. فعندما يجتمع المسيحيون للصلاة، يكون يسوع في وسطهم. وكما ورد في المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني:إنَّ المسيح حاضر عندما تصلي الكنيسة وتنشد المزامير، فحيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، كنتُ هناك بينهم.

وأضاف البابا يقول في عظته: مضى أربعون عامًا، حين وفي هذه البازيليك بالذات، وتحديدًا في الخامس من كانون الأول ديسمبر من عام 1965، احتفل السعيد الذكر البابا بولس السادس، بأوَّل صلاة مشتركة، في اختتام المجمع الفاتيكاني الثاني، وذلك بحضور آباء المجمع ومشاركة مراقبين عن باقي الكنائس والجماعات الكنسيَّة. وبعدها، حافظ البابا الحبيب يوحنا بولس الثاني على تقليد اختتام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين. وكلي ثقة، بأنَّهما ينظران إلينا من السماء ويتحدان معنا في الصلاة.

وحيَّا الأب الأقدس مندوبي الكنائس والمجالس الأسقفية والجماعات المسيحيَّة والحركات المسكونية الذين يعدون الجمعية المسكونية الأوروبية الثالثة المرتقبة في رومانيا في أيلول ستبمبر من عام 2007. وختم البابا عظته في اختتام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين في بازيليك القديس بولس قائلا: الوحدة هي رسالتنا المشتركة.








All the contents on this site are copyrighted ©.