2006-01-26 15:30:43

البابا يستقبل أعضاء اللجنة التحضيرية للجمعية المسكونية الأوروبية الثالثة: كيما تأتي مسيرة توحيد القارة الأوروبية بثمارها المرجوة يتعيَّن على القارة القديمة أن تعترف بجذورها المسيحية والقيم الخلقية التي تشكّل جزءاً لا يتجزّأ من إرث أوروبا الروحي


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الخميس في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء اللجنة التحضيرية للجمعية المسكونية الأوروبية الثالثة التي ستجري أعمالها في مدينة سيبيو برومانيا في شهر أيلول سبتمبر من العام القادم.

وجّه الحبر الأعظم لضيوفه المائة والخمسين كلمة، ضمّن في مستهلها تحياته إلى مختلف المجالس الأسقفية في أوروبا وكلّ الجماعات المسكونية الأوروبية، خاصاً بالذكر رئيسَي اتّحاد المجالس الأسقفية في أوروبا واتّحاد الكنائس الأوروبية. وقال قداسته: إن زيارتكم تشكّل فرصة ملائمة لتسليط الضوء على القاسم المشترك بين مختلف الجماعات الكنسية وما يجمعها كلّها بالمسيح، ولتجديد الإرادة في العمل سوياً لبلوغ الوحدة الكاملة بين أتباع المسيح.

وتابع البابا يقول: أردتم أن تنطلق هذه المسيرة المسكونية الأوروبية من روما المكان الذي استشهد فيه الرسولان بطرس وبولس. ويتخذ قراركم هذا معنى هاماً، لأن الرسولَين كانا في طليعة من أعلنوا إنجيل المسيح، ونحن مدعوون اليوم إلى إعلانه والشهادة له في القارة الأوروبية.

ومضى قداسة البابا إلى القول إن الموضوع الذي اخترتموه لهذا اللقاء الهام: "نور المسيخ ينير الجميع، رجاء في التجدد والوحدة في أوروبا"، يسلط الضوء على أهمية تجديد التزامنا كيما يضيء نور المسيح الدرب التي بدأت تسير عليها القارة الأوروبية في مطلع هذا الألف الجديد. وأتمنى أن يساهم هذا اللقاء المسكوني الأوروبي الهام في حمل جميع المسيحيين في الدول الأوروبية على الشهادة لإيمانهم في ثقافة اليوم المطبوعة غالباً بالنسبية واللامبالاة.

وكيما تأتي مسيرة توحيد القارة الأوروبية بثمارها المرجوة، يتعيَّن على القارة القديمة أن تعترف بجذورها المسيحية والقيم الخلقية التي تشكّل جزءاً لا يتجزّأ من إرث أوروبا الروحي. وتلاميذ المسيح مدعوون اليوم إلى مساعدة القارة الأوروبية على أن تعي هذه المسؤولية الملقاة على عاتقها، لكننا مدعوون أيضاً إلى أن نسعى إلى بلوغ الوحدة فيما بيننا.

بعد سقوط جدار برلين الذي كان يقسم أوروبا إلى شطرين، تابع البابا يقول، بات اللقاء بين الشعوب أكثر سهولة من الماضي ما يسمح بتعزيز الاحترام المتبادل. لكن يتعيّن علينا جميعاً أن نواجه تحديات زمننا المعاصر، ويجب أن نعي أن الحوار الصادق والأخوي قادر وحده على زرع بذور الثقة المتبادلة، وإزالة المخاوف والأحكام المسبقة ويسمح بتخطّي الصعوبات ويفتح الباب أمام "المواجهة البنّاءة".

وختم الحبر الأعظم كلمته يقول: أيها الأصدقاء الأعزّاء، أود أن أُعرب مرة جديدة عن التزامي في عدم توفير أيِّ جهد من أجل إعادة بناء الوحدة الكاملة والمنظورة بين جميع أتباع المسيح. وأسأل الله أن يرافق جهودكم وأن يبارككم وعائلاتكم وجماعاتكم وكنائسكم وكلّ شخص يكون للمسيح تلميذاً.








All the contents on this site are copyrighted ©.