2006-01-22 13:44:18

قداسة البابا يشدِّد على أهمية الصلاة من أجل وحدة المسيحيين ويذكِّر بالإحتفال بالذكرى المئوية الخامسة لتأسيس الحرس السويسري البابوي ويدعو إلى اتباع طريق الحوار البنَّاء في ساحل العاج بانتظار المصالحة والسلام


كعادته ظهر كلِّ أحد، أطلَّ قداسة البابا بندكتس السادس عشر من نافذة مكتبه الخاص في الفاتيكان، ليتلو مع المؤمنين والحجاج الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس، صلاة التبشير الملائكي، ووجَّه كلمة تمحورت حول أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، وقال: إنَّها مبادرة نشأت في مطلع القرن الماضي وشهدت نموًا إيجابيًا لتُصبح أكثر فأكثر وقتًا مسكونيًا، يصلي ويتامل خلاله المسيحيون من مختلف أرجاء العالم، بنصٍّ إنجيلي واحد. وهذا العام، إِختير الفصل 18 من إنجيل متى الذي يتحدَّث عن بعض تعاليم يسوع لجماعة التلاميذ، وقال لهم:"إذا جمعَ اثنانِ منكم في الأرضِ صوتَيهما وطلبا حاجة، حصلا عليها من أبي الذي في السماوات. فحيثُما اجتمعَ اثنانِ أو ثلاثةٌ باسمي، كنتُ هناكَ بينهم".

وتابع الأب الأقدس كلمته قائلا:"إنَّ كلمات يسوع هذه تبعث الثقة والرجاء، وتحثُّ المسيحيين معًا على أن يطلبوا من الله الوحدة الكاملة بينهم، وقد صلَّى المسيح نفسه من أجلها. ولهذا نفهم كَم هو هام بالنسبة لنا نحن المسيحيين، أن نطلب عطية الوحدة باستمرار. وإذا فعلنا ذلك بإيمان، سنكون على ثقة بأنَّ طلبنا سيُستجاب. لا نعلمُ كيف وأين، قال الحبر الأعظم، ولكن لا ينبغي علينا الشك بأنَّنا سنُصبح "واحدًا" يومًا ما.

وأضاف البابا يقول:إنَّ الصلاة من أجل وحدة المسيحيين تشكِّل روح الحركة المسكونية التي، وبفضل الله، تنمو في العالم أجمع. لا يخلو الأمر طبعًا من المصاعب، ولكنَّها تحثّنا على الأناة والمواظبة والنمو في المحبَّة الأخويَّة. الله محبَّة، وباتباع كلمته فقط، نجد ذواتنا متَّحدين في جسد المسيح السري الواحد.

"الله محبَّة" تابع الأب الأقدس يقول: هو عنوان رسالتي الرسولية الأولى التي ستصدر يوم الأربعاء المقبل الخامس والعشرين من يناير، عيد ارتداد القديس بولس، وأُعبِّر عن سروري الكبير لتزامن ذلك مع اختتام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين. ففي هذا اليوم بالذات، سأقصدُ بازيليك القديس بولس لأترأس صلاة المساء التي سيشارك فيها ممثلون عن باقي الكنائس والجماعات الكنسيَّة.

وبعد صلاة التبشير الملائكي، وجَّه قداسة البابا كلمة للمؤمنين قال فيها: لخمسمائة عام خلا، وفي الثاني والعشرين من شهر يناير كانون الثاني من عام 1506، استقبل البابا يوليوس الثاني وبارك أوَّل وحدة من الحرس السويسري، قدموا إلى روما للدفاع عن شخصه والقصر الرسولي. وهكذا، تأسس الحرس السويسري البابوي. ومن خلال تذكار هذا الحدث التاريخي، أرحبُّ بسروره كبير بجميع أعضاء الحرس السويسري، وأمنحهم بركتي الرسولية.

كما وجَّه البابا تحيات إلى المؤمنين بلغات متعدِّدة وختم كلمته يقول: أفكِّر اليوم مجدَّدًا بأفريقيا سيَّما ساحل العاج، حيث يخيِّم التوتر بين الفئات الإجتماعية والسياسية المتعدِّدة في البلاد. أدعو الجميع، قال البابا إلى اتباع طريق الحوار البنَّاء، بانتظار المصالحة والسلام.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.