قداسة البابا يستقبل حاخام روما الأكبر ريكاردو دي سينيي: نتحمَّل مسؤولية التعاون من أجل خير الشعوب كلِّها، في العدالة والسَّلام، في الحقيقة والحريَّة، في القداسة والمحبَّة

استقبل قداسة البابا صباح الإثنين في الفاتيكان حاخام روما الأكبر ريكاردو دي سينيي، ووجَّه له كلمة استهلَّها من سفر الخروج: "الرب عزّي وتسبيحي، لقد كان لي خلاصًا"، وقال: هكذا أنشد موسى مع أبناء إسرائيل، حين خلَّص الرب شعبه عبر البحر.وبالطريقة عينها، أنشد أشعيا قائلا:"هوذا الله خلاصي فأطمئنُّ ولا أفزع. الربُّ عزّي وتسبيحي، لقد كان لي خلاصًا." وعبَّر البابا عن سروره الكبير بهذه الزيارة وقال إنَّها تحثُّه على تجديد نشيد الشكر هذا، وأشار إلى أنَّ شعب إسرائيل قد حُرِّر غير مرَّة من أيدي الأعداء. وفي العصور التي شهدت مناهضة السامية وأثناء المحرقة أيضًا، ساعدته يد الكلي القدرة وأرشدته.

وأكَّد البابا بندكتس السادس عشر في كلمته أنَّ الكنيسة الكاثوليكيَّة هي قريبة من الجماعة اليهودية وصديقتها وقال:"نحن نحبُّكم." وبعد المجمع الفاتيكاني الثاني، أضاف قداسته يقول، نما هذا الإعتبار والثقة المتبادَلة، ونمت أيضًا العلاقات الأخوية والوديَّة أكثر فأكثر، وتعزّزت خلال حبريَّة البابا يوحنا بولس الثاني. وندرك نحن المسيحيين، انَّنا معكم، نتحمَّل مسؤولية التعاون من أجل خير الشعوب كلِّها، في العدالة والسَّلام، في الحقيقة والحريَّة، في القداسة والمحبَّة. وفي ضوء هذه الرسالة المشتركة، لا نستطيع إلاَّ أن ندِّد ونحارب بعزم الكراهية وغياب التفاهم، اللاعدالة وأعمال العنف التي تواصل زرْع القلق في نفوس الرجال والنساء ذوي الإرادة الطيِّبة. وفي هذا الإطار، كيف لنا ألاَّ نعبِّر عن حزننا وقلقنا إزاء معاداة السامية اليوم؟

وتابع البابا كلمته متمنيًا التوفيق لحاخام روما الأكبر ريكاردو دي سينيي في هذه المهمَّة الجديدة وقال: كثيرة هي التحديات في روما والعالم التي تدفعنا للإتحاد معًا في مبادرات ملموسة من التضامن والعدالة والمحبَّة. معًا، قال الأب الأقدس، نستطيع التعاون في نقْل شعلة الرجاء للأجيال الفتيَّة، وليسهر الربّ عليكم وعلى الجماعة اليهوديَّة في روما! وختم البابا كلمته متذكرًا صلاة السعيد الذكر البابا أكليمنضوس الأوَّل:"إمنح يا ربُّ الوئام والسلام لجميع سكَّان الأرض، كما منحتهما لآبائنا حين تضرَّعوا إليك في الإيمان والحقيقة."