2005-12-31 16:29:05

بانوراما الكنيسة الجامعة لعام 2005


في يناير كانون الثاني الفائت، كان المدّ البحري تسونامي الكارثة الجديدة التي حرَّكت مشاعر وأفكار الرأي العام الدولي مع بداية عام 2005، وحتى البابا الراحل يوحنا بولس الثاني رفع الصلاة مع بداية السنة الجديدة من أجل الضحايا وعائلاتهم وجميع المتألمين من هذه الكارثة التي ضربت منطقة جنوب شرق آسيا في السادس والعشرين من شهر كانون الأول ديسمبر من عام 2004. وتضامنًا مع الضحايا أرسل البابا فويتيوا رئيس المجلس البابوي "قلب واحد" رئيس الأساقفة بول جوزيف كورديس إلى إندونيسيا وسريلانكا، البلدين الأكثر تضررًا من المدِّ البحري.

ومع بداية عام 2005، وجَّه البابا يوحنا بولس الثاني رسالته احتفالاً باليوم العالمي للسلام بعنوان:"لا تدع الشرّ يقهرك، بل كن بالخير للشرّ قاهرًا." في العاشر من يناير التقى البابا فويتيوا أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي لتبادل التهاني بحلول العام الجديد ووجَّه لهم كلمة تحدَّث فيها عن أهميَّة الحياة والسلام والحرية. وقد طبع عام 2005 الإحتفال بالذكرى السنوية الستين لتحرير معتقلات أوشفيتز والذكرى السنوية الأربعين لصدور البيان المجمعي"في عصرنا" حول علاقة الكنيسة الكاثوليكية بالأديان غير المسيحية.

في شباط فبراير من عام 2005 بدأت تتوعك صحَّة البابا يوحنا بولس الثاني وأُدخل مستشفى جيميللي بروما يوم الرابع والعشرين من فبراير حيث خضع لعملية جراحية في القصبة الهوائية. وفي الشهر عينه، وجَّه البابا فويتيوا رسالتين: الأولى لمجلس أساقفة فرنسا احتفالاً بالذكرى المئوية الأولى لصدور قانون فصل الدين عن الدولة، والثانية رسالة رسولية حول وسائل الإتصالات الاجتماعيَّة بعنوان "التطوّر السريع".

وقد شهد شهر شباط فبراير من عام 2005 وفاة الأخت لوتشيا، آخر شهود ظهورات عذراء فاطمة. وقد وجَّه البابا يوحنا بولس الثاني رسالة بالمناسبة إلى أسقف كويمبرا بالبرتغال، كتب فيها يقول:"كانت زيارة العذراء مريم لـِ لوتشيا بداية رسالة فريدة بقيت أمينة لها حتّى آخر رمق..."

في آذار مارس من عام 2005 تدهورت صحَّة البابا يوحنا بولس الثاني، ولم يستطع المشاركة في مسيرة درب الصليب التقليديّة في الملعب الروماني القديم (الكوليزيه)، ولكنه تابع وقائعها من كابللته الخاصة بالفاتيكان، إذ نُقلت صورته عبر شاشات عملاقة وهو يعانق صليب المسيح. وقد وجَّه البابا أيضًا رسالة للمؤمنين قال فيها "إنّ إكرام الصليب يحملنا لعيش التزام لا يمكننا التهرّب منه، وقد عبّر عنه القديس بولس في رسالته إلى أهل كولوسي يقول:"إني أتمِّم في جسدي ما نقُص من آلام المسيح من أجل جسده الذي هو الكنيسة".

في السابع والعشرين من مارس، صباح أحد القيامة، تحوَّلت ساحة القديس بطرس بالفاتيكان إلى لوحة زيتيَّة، امتزجت فيها ألوان آلاف الزهور التي غطَّت رتاج البازيليك الفاتيكانيَّة مع ترانيم المؤمنين القادمين من كافَّة أقطار العالم ليمجدِّوا الربَّ في عيد قيامته من بين الأموات ، ولكنّ المفارقة أنّ البابا يوحنَّا بولس الثاني لم يترأس القداس الإلهي، وللمرّة الأولى، منذ اعتلائه السدّة البطرسية، بسبب تدهور حالته الصحية، وقد قرأ رسالته الفصحية لمدينة روما والعالم أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكردينال أنجلو سودانو.

وفي الثلاثين من مارس، أطلَّ البابا من نافذة مكتبه الخاص في الفاتيكان لتحية آلاف المؤمنين في ساحة القديس بطرس، وبدا متعبًا جدًا غير قادر على الكلام.

في الثاني من نيسان أبريل 2005، وبعد إتمامه واجباته الدينية، توفي البابا يوحنا بولس الثاني في جناحه الخاص بالفاتيكان عند الساعة التاسعة والدقيقة السابعة والثلاثين مساء عن عمر أربعة وثمانين عاما، وفي السنة السادسة والعشرين لحبريته. ولد كارول فويتلا في فادوفيتش ببولندا في الثامن عشر من أيّار مايو من عام 1920. سيم كاهنا في الأول من تشرين الثاني نوفمبر من عام 1946، وأسقفاً في الثامن والعشرين من أيلول سبتمبر من عام 1958، وفي السادس والعشرين من شهر حزيران يونيو من عام 1967 أعلنه البابا بولس السادس كردينالاً في الكنيسة الجامعة. انتخب على كرسي بطرس في السادس عشر من تشرين الأول أكتوبر من عام 1978.

في الثامن من أبريل، لم تتسع ساحة القديس بطرس وشارع المصالحة والأزقة المجاورة لمئات آلاف المؤمنين القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم  لتكريم رجل شاءت له العناية الإلهية أن يشارك في صنع تاريخنا المعاصر وأن يقود الكنيسة في زمن طُبع بتغيرات جذرية وأن ينجو من الموت بأعجوبة في عام 1981، ليُدخل الكنيسة في الألف الثالث. ما يقارب مائتي ملك وملكة ورئيس دولة وحكومة حضروا الجنازة، التي قيل عنها إنها "أكبر جنازة في تاريخ البشرية" وأكثر من مليون شخص تدفعهم محبتهم للبابا فويتيوا، تدفقوا إلى المدينة الخالدة، من إيطاليا، بولندا، والدول المجاورة والبعيدة.

في التاسع عشر من نيسان أبريل، خرج الكرادلة من حبسهم الطوعي فظهر الدخان الأبيض من مدخنة كابلة السيكستين، وحبس الجميع أنفاسهم متسائلين من تراه يكون. الكردينال يوزيف راتزينغر هو البابا الجديد بندكتس السادس عشر الذي وجَّه كلمة قال فيها: إخوتي وأخواتي الأعزاء، بعد البابا العظيم يوحنا بولس الثاني، إنتخبني أصحاب النيافة الكرادلة، أنا العامل الوضيع في كرم الربّ. ما يعزِّيني هو أنَّ الله يحسن العمل والتصرف حتَّى بوسائل غير كافية، وأُسلِّم ذاتي بنوع خاص لصلواتكم. بفرح الربِّ القائم من الموت، واثقين بعونه الدائم، سنسير إلى الأمام بمساعدة الله. وأمّه مريم الكلية القداسة ستكون دومًا إلى جانبنا.

في الرابع والعشرين من أبريل 2005، ترأس البابا بندكتس السادس عشر قداس بداية حبريته في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وألقى عظة قال فيها: إنّ برنامج حبريّتي الحقيقي هو أن لا أصنع مشيئتَي. أن لا أتبع أفكاري، بل أن أضع نفسي في حالة إصغاء مع كلّ الكنيسة، لكلمة ولإرادة الله مستسلماً لمشيئته، التي تقود الكنيسة في هذه اللحظات التاريخيّة.

في الثالث عشر من أيار مايو من عام 2005، عيَّن قداسة البابا المطران وليام جوزيف ليفادا رئيس أساقفة سان فرنيسيسكو بالولايات المتَّحدة رئيسًا على مجمع عقيدة الإيمان.

في الرابع عشر من الشهر عينه، احتفل الكردينال خوسيه سارايفا مارتينس، رئيس مجمع دعاوى القديسين، في بازيليك القديس بطرس، بالذبيحة الإلهية التي تخلَّلها إعلان تطويب خادمتَي الله أسونسيون غوني وماري آن كوب. وهو اوَّل احتفال تطويب في حبريَّة البابا بندكتس السادس عشر. أمَّا الزيارة الراعوية الأولى للبابا بندكتس السادس عشر فكانت لمدينة باري الإيطاليَّة لإختتام المؤتمر القرباني الوطني وتحديدًا، في التاسع والعشرين من أيار مايو.

في السادس عشر من حزيران يونيو 2005، استقبل البابا الأمين العام للمجلس المسكوني للكنائس القس سامويل كوبيا والوفد المرافق، ووجَّه كلمة ذكَّر فيها بالذكرى السنوية 40 لتأسيس فريق العمل المشترك وأمل بأن تثمر هذه الذكرى تفاهما ناضجا وتعاونا أكبر بين الطرفين.كما ذكر البابا بالالتزام الذي قطعه على نفسه في اليوم الأول من بداية حبريته، وهو العمل بلا كلل لاستعادة الوحدة المنظورة بين أتباع المسيح".

في الحادي والعشرين من يونيو توفي الكردينال خايمي سين رئيس أساقفة مانيلا شرفًا، وقد أبرق البابا معزيًا بهذه الشخصية التي احتلت مكانة هامة في الحياة الكنسية والسياسية في الفيليبين.

في الرابع والعشرين من حزيران يوينو زار البابا بندكتس السادس عشر رئيس الجمهورية الإيطالية كارلو أتزيليو شامبي، وكانت أوَّل زيارة رسمية للأب الأقدس. وقد وجَّه كلمة قال فيها إنّ الثقافة الإيطاليّة هي ثقافة مُشبعة بالقيم المسيحيّة على ما تعكسه الأعمال الخالدة التي صنعها الإبداع الإيطالي في مجالَي الفكر والفن... وحثَّ البابا الشعب الإيطالي على عدم التنكّر لهذا الإرث المسيحي بل لحمايته بغيرة كبيرة تعطي ثمارًا تليق بماضيه الزَّاهر. وفي الثامن والعشرين من حزيران يونيو تمَّ تقديم ملخَّص العقيدة الإجتماعية للكنيسة الكاثوليكية، وفي اليوم عينه، أعلن الكردينال رويني رئيس مجلس أساقفة إيطاليا رسميًا فتح دعوى تطويب وتقديس البابا يوحنا بولس الثاني. في السابع من تموز يوليو من عام 2005، وفي إطار الاستعدادات لانعقاد الجمعيَّة العامَّة العادية لسينودوس الأساقفة في تشرين الأول أكتوبر، صدرت وثيقة العمل التي تُشكّل مستندا مترجما إلى ثماني لغات، ويحمل عنوان السنة القربانية "الإفخارستيا: ينبوع وذورة حياة الكنيسة ورسالتها".وفي اليوم عينه، هزَّت تفجيرات مدينة لندن ما أدَّى إلى مصرع أكثر من 60 شخصًا وإصابة 700 آخرين بجراح. ومن الحادي عشر ولغاية الثامن والعشرين من تموز يوليو توجه البابا بندكتس السادس عشر إلى منطقة فال داوستا لقضاء فترة من الإستراحة الصيفيَّة.

في السادس عشر من آب أغسطس من عام 2005، وأثناء صلاة المساء في كنيسة المصالحة، قُتل الأخ روجيه، مؤسس جامعة تيزي المسكونية، على يد امرأة رومانية تعاني من خلل عقلي. وتزامن رحيل الأخ روجيه مع انعقاد اليوم العالمي العشرين للشباب في كولونيا بألمانيا حول موضوع "جئنا لنسجد له"، وبحضور قداسة البابا بندكتس السادس عشر الذي حثَّ الشباب على عيش صلاتهم اليوميّة كما رسمها ووصفها الرسل القديسون، ولخّصها بولس الرّسول في رسالته الأولى إلى الكورنثيين بالقول:"نحنُ جسدٌ واحدٌ لأنّه ليس هناك إلاَّ خُبزٌ واحد، ونحنُ على كثرتنا جسدٌ واحد لأنَّنا نشترك في هذا الخبز الواحد".

وفي ساحة مارينفيلد قال الأب الأقدس للشباب: ليست الإيديولوجيات هي التي تخلِّص العالم إنَّما العودة إلى الله الحيّ خالقنا. إنَّ الكنيسة هي كعائلة بشريَّة، ولكنَّها، في الوقت عينه، عائلة الله الكبرى، ومن خلالها ينشأ فضاء شركة ووحدة في جميع القارات والثقافات والأمم. ونحن سعداء بالإنتماء إلى هذه العائلة الكبيرة؛ نحن سعداء بوجود إخوة وأصدقاء لنا في العالم أجمع. كم جميل الإنتماء إلى عائلة كبيرة كالعالم الذي يضمُّ السماء والأرض، الماضي والحاضر والمستقبل، وكل أجزاء المعمورة.

في السادس عشر من شهر أيلول سبتمبر من عام 2005، واحتفالا بالذكرى السنوية الستين لتأسيس الأمم المتَّحدة، ألقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكردينال انجيلو سودانو كلمة باسم الكرسي الرسولي، أمام الجمعيَّة العامة التي التأمت في نيويورك من الرابع عشر وحتى السادس عشر من سبتمبر، قال فيها: إنَّ صوتي، يعكس صدى أصوات كاثوليك العالم أجمع الذين يرون في الأمم المتحدة مؤسَّسة ضروريَّة جدًّا من أجل السَّلام ونمو البشرية.

كما أعرب الكردينال سودانو في كلمته عن تأييد الكرسي الرسولي فكرة إنشاء لجنة أمميَّة لبناء السلام، قادرة على رسم استراتيجيَّة تتمكَّن من خلال تطبيقها تخطِّي العداوات العرقيَّة التي هي أساس الصراعات القائمة، كما ودافع عن مبدأ تدخل الأمم المتحدة الإنساني لحماية القانون الدولي.

وفي الثاني عشر من سبتمبر 2005 استقبل قداسة البابا بندكتس السادس في القصر الرسولي الصيفي في بلدة كاستيل غاندولفو، القريبة من روما، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وعقيلته الملكة رانيا.

وفي السادس والعشرين من سبتمبر جرت ندوة دراسية في الفاتيكان بمناسبة الذكرى السنوية الأربعين لصدور الدستور المجمعي "المحبَّة الكاملة" حول الحياة المكرسة في الكنيسة. وفي جامعة الغريغوريانا الحبريَّة بروما عُقد مؤتمر دولي لمناسبة الذكرى السنوية الأربعين على تصديق إعلان المجمع الفاتيكاني الثاني "في عصرنا" حول علاقات الكنيسة الكاثوليكيَّة بالأديان غير المسيحيَّة.

كما وصدر بيان مشترك عن مجلسي أساقفة بولندا وألمانيا بمناسبة الذكرى السنويَّة الأربعين لتبادل الرسائل في عام 1965 حين عبَّر الأساقفة عن إرادة المصالحة والغفران، بعد الحرب العالميَّة الثانية. إنَّ البولنديين والألمان قال الأساقفة، يجدون ذواتهم اليوم كمسيحيين، أمام تحديات جديدة، سيَّما الدفاع عن الحياة والزواج والعائلة. ومن أجل خير الأجيال الجديدة، علينا وبروح مسيحيَّة، تأسيس وجه قارتنا، كبيئة حياة تحترم وتضمن كرامة الإنسان وحريَّته الحقيقيَّة.

تحت عنوان:"الإفخارستيا، ينبوع وذروة حياة الكنيسة ورسالتِها" انعقدت في الفاتيكان من الثاني وحتى الثالث والعشرين من تشرين الأول اكتوبر من عام 2005 أعمال الجمعية العامة العادية لسينودس الأساقفة.

في السادس والعشرين من أكتوبر أجرى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول رئيس الأساقفة جوفاني لايولو زيارة رسمية إلى موسكو. وفي السابع والعشرين من الشهر عينه، ولمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الأربعين لصدور الإعلان المجمعي "في عصرنا" وجَّه قداسة البابا بندكتس السادس عشر رسالة إلى رئيس لجنة الكرسي الرسولي للعلاقات الدينية مع اليهود، الكاردينال والتر كاسبر.

كتب الأب الأقدس يقول:"منذ بداية حبريتي، وبنوع خاص خلال زيارتي الكنيس اليهودي في كولونيا بألمانيا، أعربتُ عن عزمي على السير في خطى سلفي البابا الحبيب يوحنا بولس الثاني. ينبغي أن يستمر الحوار اليهودي المسيحي، كيما تتقوى علاقات الصداقة بين الجماعتين."

في الثامن من تشرين الثاني نوفمبر من عام 2005، وجَّه البابا رسالة إلى الكردينال والتر كاسبير رئيس المجلس البابوي لتعزيز الوحدة بين المسيحيين، بمناسبة انعقاد "المؤتمر الدولي حول السلام والتسامح"، في اسطمبول بتركيا، بدعوة من بطريرك القسطنطينيَّة المسكوني برتلماوس الأوَّل.

قال الحبر الأعظم إنَّ موضوعي السَّلام والتسامح فائقا الأهميَّة في عالم، حيث التصرفات القاسية تؤدِّي غالبًا إلى سوء التفاهم. أمَّا الحوار فلا غنى عنه لحلِّ النزاعات والتوترات التي تُلحق أضرارًا جمَّة بالمجتمع... بالحوار فقط نأمل بأنْ يصبح العالم مكانًا للسَّلام والأخوَّة. ومن واجب كلِّ شخص ذي إرادة حسنة، سيَّما المؤمنين، الإسهام في بناء مجتمع مسالم.

وفي الثاني عشر من تشرين الثاني نوفمبر الفائت، التقى قداسة البابا الأساقفة الكلدان في ختام أعمال السينودس الخاص بكنيستهم، ووجَّه لهم كلمة قال فيها:"أشكركم على زيارتكم التي تسمح لي من خلالكم، توجيه كلمة تشجيع إلى جماعاتكم ومواطني العراق كلِّهم. وتترافق كلمة التضامن مع تأكيدي على رفْع الصَّلاة كيلا يفقد وطنكم الحبيب، حتَّى في الأوضاع الصعبة الراهنة، العزم على مواصلة السير باتجاه المصالحة والسَّلام."

وفي الحادي والعشرين من نوفمبر 2005، التقى قداسة البابا أعضاء الأكاديميتين البابويتين للعلوم والعلوم الاجتماعية، ووجَّه لهم كلمة شدَّد فيها على أهمية احترام الكائن البشري داخل مختلف المؤسسات القانونية والاجتماعية وأكَّد على أنَّ العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكيّة تضع الكائن البشري في صلب كلّ نظام اجتماعي، مشيراً إلى ضرورة أن يتم التطرّق إلى مختلف المشاكل الاجتماعيّة في ضوء هذه العقيدة.

وفي الرابع والعشرين من نوفمبر استقبل البابا المشاركين في المؤتمر الثالث والثلاثين لمنظَّمة الأغذية والزراعة للأمم المتَّحدة (فاو)، ووجَّه لهم كلمة قال فيها إنَّ هذه المناسبة ملائمة جدًا للتعبير عن تقديري الكبير للمبادرات التي قامت بها الفاو خلال السنوات 60 الفائتة، مدافعة بكفاءة ومهنيَّة عن قضيَّة الإنسان، إنطلاقًا من الحقِّ الأساسي لكلِّ إنسان وهو "التحرّر من الجوع."

في الثلاثين من نوفمبر 2005، وفي إطار تبادل الزيارات بين روما والقسطنطينية احتفالاً بعيد القديسين بطرس وبولس في 29 من حزيران يونيو، وعيد القديس إندراوس الرسول في 30 من نوفمبر تشرين الثاني، أرسل البابا بندكتس السادس عشر وفدًا من الكرسي الرسولي إلى بطريكية الفنار المسكونيَّة،يترأسه الكردينال فالتر كاسبير رئيس المجلس البابوي لتعزيز الوحدة بين المسيحيين، حاملاً معه رسالة إلى البطريرك المسكوني برتلماوس الأول.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.