2005-12-29 15:49:43

بانوراما الكنيسة الجامعة لعام 2005 أبريل ـ حزيران


في الثاني من نيسان أبريل 2005، وبعد إتمامه واجباته الدينية، توفي البابا يوحنا بولس الثاني في جناحه الخاص بالفاتيكان عند الساعة التاسعة والدقيقة السابعة والثلاثين مساء عن عمر أربعة وثمانين عاما، وفي السنة السادسة والعشرين لحبريته. ولد كارول فويتلا في فادوفيتش ببولندا في الثامن عشر من أيّار مايو من عام 1920. سيم كاهنا في الأول من تشرين الثاني نوفمبر من عام 1946، وأسقفاً في الثامن والعشرين من أيلول سبتمبر من عام 1958، وفي السادس والعشرين من شهر حزيران يونيو من عام 1967 أعلنه البابا بولس السادس كردينالاً في الكنيسة الجامعة. انتخب على كرسي بطرس في السادس عشر من تشرين الأول أكتوبر من عام 1978.

في الثامن من أبريل، لم تتسع ساحة القديس بطرس وشارع المصالحة والأزقة المجاورة لمئات آلاف المؤمنين القادمين من إيطاليا ومختلف أنحاء العالم  لتكريم رجل شاءت له العناية الإلهية أن يشارك في صنع تاريخنا المعاصر وأن يقود الكنيسة في زمن طُبع بتغيرات جذرية وأن ينجو من الموت بأعجوبة في عام 1981، ليُدخل الكنيسة في الألف الثالث. ما يقارب مائتي ملك وملكة ورئيس دولة وحكومة حضروا الجنازة، التي قيل عنها إنها "أكبر جنازة في تاريخ البشرية" وأكثر من مليون شخص تدفعهم محبتهم للبابا فويتيوا، تدفقوا إلى المدينة الخالدة، من إيطاليا، بولندا، والدول المجاورة والبعيدة.

في التاسع عشر من نيسان أبريل، خرج الكرادلة من حبسهم الطوعي فظهر الدخان الأبيض من مدخنة كابلة السيكستين، وحبس الجميع أنفاسهم متسائلين من تراه يكون. الكردينال يوزيف راتزينغر هو البابا الجديد بندكتس السادس عشر الذي وجَّه كلمة قال فيها: إخوتي وأخواتي الأعزاء، بعد البابا العظيم يوحنا بولس الثاني، إنتخبني أصحاب النيافة الكرادلة، أنا العامل الوضيع في كرم الربّ. ما يعزِّيني هو أنَّ الله يحسن العمل والتصرف حتَّى بوسائل غير كافية، وأُسلِّم ذاتي بنوع خاص لصلواتكم. بفرح الربِّ القائم من الموت، واثقين بعونه الدائم، سنسير إلى الأمام بمساعدة الله. وأمّه مريم الكلية القداسة ستكون دومًا إلى جانبنا.

في الرابع والعشرين من أبريل 2005، ترأس البابا بندكتس السادس عشر قداس بداية حبريته في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وألقى عظة قال فيها: إنّ برنامج حبريّتي الحقيقي هو أن لا أصنع مشيئتَي. أن لا أتبع أفكاري، بل أن أضع نفسي في حالة إصغاء مع كلّ الكنيسة، لكلمة ولإرادة الله مستسلماً لمشيئته، التي تقود الكنيسة في هذه اللحظات التاريخيّة.

في الثالث عشر من أيار مايو من عام 2005، عيَّن قداسة البابا المطران وليام جوزيف ليفادا رئيس أساقفة سان فرنيسيسكو بالولايات المتَّحدة رئيسًا على مجمع عقيدة الإيمان.

في الرابع عشر من الشهر عينه، احتفل الكردينال خوسيه سارايفا مارتينس، رئيس مجمع دعاوى القديسين، في بازيليك القديس بطرس، بالذبيحة الإلهية التي تخلَّلها إعلان تطويب خادمتَي الله أسونسيون غوني وماري آن كوب. وهو اوَّل احتفال تطويب في حبريَّة البابا بندكتس السادس عشر. أمَّا الزيارة الراعوية الأولى للبابا بندكتس السادس عشر فكانت لمدينة باري الإيطاليَّة لإختتام المؤتمر القرباني الوطني وتحديدًا، في التاسع والعشرين من أيار مايو.

في السادس عشر من حزيران يونيو 2005، استقبل البابا الأمين العام للمجلس المسكوني للكنائس القس سامويل كوبيا والوفد المرافق، ووجَّه كلمة ذكَّر فيها بالذكرى السنوية 40 لتأسيس فريق العمل المشترك وأمل بأن تثمر هذه الذكرى تفاهما ناضجا وتعاونا أكبر بين الطرفين.كما ذكر البابا بالالتزام الذي قطعه على نفسه في اليوم الأول من بداية حبريته، وهو العمل بلا كلل لاستعادة الوحدة المنظورة بين أتباع المسيح".

في الحادي والعشرين من يونيو توفي الكردينال خايمي سين رئيس أساقفة مانيلا شرفًا، وقد أبرق البابا معزيًا بهذه الشخصية التي احتلت مكانة هامة في الحياة الكنسية والسياسية في الفيليبين.

في الرابع والعشرين من حزيران يوينو زار البابا بندكتس السادس عشر رئيس الجمهورية الإيطالية كارلو أتزيليو شامبي، وكانت أوَّل زيارة رسمية للأب الأقدس. وقد وجَّه كلمة قال فيها إنّ الثقافة الإيطاليّة هي ثقافة مُشبعة بالقيم المسيحيّة على ما تعكسه الأعمال الخالدة التي صنعها الإبداع الإيطالي في مجالَي الفكر والفن... وحثَّ البابا الشعب الإيطالي على عدم التنكّر لهذا الإرث المسيحي بل لحمايته بغيرة كبيرة تعطي ثمارًا تليق بماضيه الزَّاهر. وفي الثامن والعشرين من حزيران يونيو تمَّ تقديم ملخَّص العقيدة الإجتماعية للكنيسة الكاثوليكية، وفي اليوم عينه، أعلن الكردينال رويني رئيس مجلس أساقفة إيطاليا رسميًا فتح دعوى تطويب وتقديس البابا يوحنا بولس الثاني.








All the contents on this site are copyrighted ©.