2005-12-28 14:38:01

المزمور المائة والثامن والثلاثون محور مقابلة قداسة البابا العامة مع المؤمنين


أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة المعتادة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان. وتمحور تعليم قداسته هذا الأسبوع حول المزمور المائة والثامن والثلاثين. قال البابا: "يتأمل صاحب المزامير في هذا النشيد الحكمي بعظمة الله وجبروته ... ويدخل المزمور المائة والثامن والثلاثون في الأجواء الميلادية التي نعيشها في هذه الأيام، والتي نحتفل فيها بسرّ تجسّد ابن الله من أجل خلاصنا".

وتابع البابا يقول: في الجزء الثاني من هذا المزمور تتوجّه عينا الله المُحِبّة نحو الكائن البشري، الذي يلفه الله بعطفه ومحبته قبل الولادة: "رأتني عيناكَ جنيناً..." ويلقي هذا المزمور الضوء على أوجه الشبه بين رحم الأم وجوف الأرض "لم تَخفَ عظامي عليك حين صُنعت في الخفاء وطُرّزتُ في أسفل الأرض"، تماماً كما قال سفر التكوين عن الله الخالق: "وجبل الرب الإله الإنسان تراباً من الأرض". وكان أيوب قد صوّر عمل الله الخالق قائلا: "يداكَ جبلتاني وصوّرتاني بجملتي ... أذكر أنك قد صوّرتني مثل الطين فإلى التراب تُعيدني ... ألم تكن قد صببتني كاللبن والحليب وجمّدتني كالجُبن، وكسوتني جلداً ولحماً وحبكتني بعظام وعصب".

ويقول لنا صاحب المزامير، مضى الحبر الأعظم إلى القول، إن الله يرى ويعرف مستقبل الجنين: " ... وفي سفركَ كُتبت جميع الأيام وصُوّرت قبل أن توجد". وتبرز بذلك عظمة المعرفة الإلهية التي لا تعانق فقط ماضي الإنسانية وحاضرها، بل تشمل أيضاً مستقبلنا.

وفي ختام تعليمه الأسبوعي وقبل أن يوجّه تحياته بلغات عدّة إلى وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس، تذكّر قداسة البابا الشعوب التي ضربها المدّ البحري التسونامي لسنة خلت، عندما ألحقت الكارثة الطبيعية خسائر بشرية فادحة، ناهيك عن الأضرار البيئية الجسيمة الناتجة عنها. وقال الحبر الأعظم: "لنصل إلى الربّ الإله من أجل كل من تعرّضوا لكوارث طبيعية في أنحاء العالم كافة، والذين ينتظرون تضامننا الملموس والفعّال".








All the contents on this site are copyrighted ©.