2005-12-26 12:26:43

ليشجع الله الذي صار جسدًا شعوب أمريكا اللاتينية على العيش بسلام ووفاق والبشر ذوي الإرادة الطيبة العاملين في الأرض المقدسة والعراق ولبنان حيث مؤشرات الأمل وإنْ لم تغب تنتظر تصرفا مستوحى من الإخلاص والحكمة


بلغات عديدة بينها العربية هنأ قداسة البابا بندكتس السادس عشر العالم بأسره بميلاد مجيد حين أطل ظهر الأحد يوم ميلاد الرب يسوع من على الشرفة الرئيسية للبازيليك الفاتيكانية ليحدث عشرات الآلاف من المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس على الرغم من تساقط الأمط

بلغات عديدة بينها العربية هنأ قداسة البابا بندكتس السادس عشر العالم بأسره بميلاد مجيد حين أطل ظهر الأحد يوم ميلاد الرب يسوع من على الشرفة الرئيسية للبازيليك الفاتيكانية ليحدث عشرات الآلاف من المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس على الرغم من تساقط الأمطار والملايين الذين استمعوا إليه مباشرة عبر الإذاعة والتلفزيون.

"هآءنذا أبشركم بفرح عظيم ... لقد وُلد لكم اليوم مخلص وهو المسيح الرب".

لقد استمعنا خلال قداس منتصف الليل إلى كلمات الملاك للرعاة وعشنا من جديد أجواء الليلة المقدسة، ليلة بيت لحم، حين صار ابن الله جسدا وحل فينا. في هذا اليوم العظيم يدوي إعلان الملاك ليشكل دعوة إلى جميع رجال ونساء الألف الثالث لقبول المخلص. فلا تترددن البشرية في قبوله في المنازل والمدن والأمم وفي كل بقعة من الأرض! صحيح أن البشرية شهدت خلال الألف المنصرم ولاسيما خلال القرون الأخيرة إنجازات كثيرة في المجال التقني والعلمي. كثيرة هي الموارد المادية في حوزتنا. لكن إنسان عالم التكنولوجيا قد يقع ضحية منجزات ذكائه ونتائج قدراته العملية إذا ما اتجه نحو عقم روحي وفراغ في القلب. عليه إذا أن يفتح عقله وقلبه على ميلاد الرب المخلص الذي يعطي الإنسان رجاء لوجوده.

"انهض أيها الإنسان لأن الرب صار جسدا". انهض يا إنسان الألف الثالث! في الميلاد يصبح الكلي القدرة طفلا ويطلب عونا وحماية ليقرع على أبوابنا ويطلب منا أن نعيد النظر في علاقتنا بالحياة وطريقة فهمها. مضى قداسة البابا إلى القول يبدو العصر الحديث في غالب الأحيان يقظة من سبات المنطق ووعي البشرية لضرورة الخروج من الظلمة. بدون المسيح لا يكفي نور المنطق لينير الإنسان والعالم. ولهذا تدوي كلمات الإنجيل في ميلاد الرب "كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آت إلى العالم" كإعلان خلاص للجميع. وكما يقول الدستور المجمعي فرح ورجاء "في سر الكلمة المتجسد يجد سر الإنسان النور الحقيقي".

فيا أيها الرجل العصري الناضج والضعيف في الفكر والإرادة دع طفل بيت لحم يقودك بيده. لا تخف وثق به! لأن قوة نوره الحي تشجعك على الالتزام في بناء نظام عالمي جديد يستند إلى علاقات أخلاقية واقتصادية عادلة. وليوجه حبه الشعوب كي يعي البشر أنهم عائلة واحدة مدعوة إلى بناء علاقات الثقة والدعم المتبادل. وإذا تضامنت البشرية لأمكنها مواجهة المشاكل الراهنة: من تهديد الإرهاب إلى أوضاع الفقر الذي يعيشه ملايين البشر. من انتشار الأسلحة إلى الأوبئة وتدهور البيئة الذي يعرض للخطر مستقبل الكوكب.

وليساعد الله الذي صار جسدا العاملين في أفريقيا من أجل السلام والنمو الكامل من خلال التصدي للصراعات الأخوية كي تتقوى المراحل الانتقالية السياسية الهشة وتصان الحقوق الأساسية كما هي الحال في دارفور وفي مناطق أخرى في أفريقيا الوسطى. وليشجع شعوب أمريكا اللاتينية على العيش بسلام ووفاق والبشر ذوي الإرادة الطيبة العاملين في الأرض المقدسة والعراق ولبنان حيث مؤشرات الأمل وإنْ لم تغب تنتظر تصرفا مستوحى من الإخلاص والحكمة. وليشجع الرب الحوار في شبه الجزيرة الكورية وفي البلدان الآسيوية كي تصل بعد تخطي الخلافات الخطيرة بروح ودي إلى السلام الذي تتوق إليه تلك الشعوب.

في الميلاد تنفتح قلوبنا على الرجاء عبر التأمل بالمجد الإلهي في فقر طفل موضوع في مزود: خالق الكون! إن قبول هذا التناقض يعني اكتشاف الحقيقة التي تحرر والمحبة التي تبدل الوجود. في ليلة بيت لحم صار الفادي واحدا منا ليرافقنا على دروب التاريخ الوعرة. مع الرعاة ندخل إلى مزود بيت لحم تحت أعين مريم الحنونة الشاهدة الصامتة للميلاد. فلتساعدنا العذراء على عيش ميلاد الرب كي نحافظ في قلوبنا على سر الله الذي صار إنسانا لأجلنا وعلى الشهادة لحقيقته ومحبته وسلامه في العالم. هذا ثم منح البابا المدينة والعالم بركته الرسولية متمنيا للجميع عيد ميلاد مجيد.            


 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.