2005-12-21 17:01:34

في رسالة الميلاد بطريرك القدس للاتين يقول إنَّ أرضنا المقدسة متعطشة إلى سلامها وقداستها


وجَّه اليوم بطريرك القدس للاتين ميشال صباح رسالة الميلاد لعام 2005 وممَّا جاء فيها:إنَّ رسالتنا إليكم في هذا العام هي رسالة الملاك إلى الرعاة يوم وُلد يسوع المسيح:"لا تخافوا، ها إني أبشركم بفرح عظيم: ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب." لا تخافوا بالرغم من الظروف التي نعيشها والتي توحي بالخوف وعدم الإطمئنان...

والرسالة الثانية في عيد الميلاد، هي فرح العيد:" أبشركم بفرح عظيم، ولد لكم اليوم مخلص." إملأوا قلوبكم بالفرح الصادر عن نعمة الله والذي نحن بحاجة إليه، لأنَّنا نعيش ظروفًا صعبة. نقول ذلك لأبنائنا وللجميع في هذه الأرض المقدسة، لمن في قلبه خوف، ولمن في بيته أسرى أو معذبون في السجون، ولمن واجهوا الموت، ولمن يميلون إلى الكراهية. نقول للجميع:نقّوا قلوبكم واجعلوا فيها مجالا للفرح الذي يجدِّد الحياة. رسالتنا إلى جميع أبنائنا وإخوتنا في هذه الأرض المقدسة، لكل إنسان، الفلسطيني والإسرائيلي: إنَّ الله خلقكم لا لتخافوا أو لتقتلوا بعضكم بعضًا، بل لتحبوا بعضكم بعضًا ولتبنوا معًا وتتعانوا.

وأضاف البطريرك صباح يقول: لقادتنا السياسيين الذين يقرِّرون بسياستهم الموت أو الحياة لكثيرين في هذه الأرض المقدسة، نقول: كونوا صناعًا للحياة لا للموت. آن الأوان لتبديل الطرق ولحزم الأمور وللتوصل أخيرًا إلى العدل والسلام. ومع هذا، فإنَّنا نقول إنَّ المماطلة في الحل وإبقاء المظالم بمختلف مظاهرها، السور والحواجز والأسرى والإغتيالات والإحتلال عامة، كل هذا يقود للعنف فقط ولن يأتي بالحل والأمن المنشود. نرجو أن نبدأ فترة جديدة يتوقف فيها العنف ومن الجهتين، لا من جهة واحدة، بل من الجهة الإسرائيلية والفلسطينية معا.

وتابع بطريرك القدس للاتين يقول:إنَّنا نكرر أنَّ الأمن للإسرائيليين والحرية والسيادة للفلسطينيين أمران متلازمان. وانصاف الحلول لا تفيد، نصف حرية ونصف سيادة لن تؤدي بنا إلاّ إلى العودة إلى دائرة عنف وانعدام أمن لا نهاية له. إنَّ الموقف الفلسطيني الرسمي أي المطالبة بجميع الحقوق بطرق اللاعنف والسلام موقف يقول إنَّ السلام والعدل أمر ممكن. وهناك بوادر جديدة وعبارات جديدة ظهرت أخيرًا في القيادة الإسرائيلية، يبدو أنَّها تشير إلى رؤية جديدة وحزم جديد للأمور. المعضلات كثيرة، ولكن إن كانت هناك إرادة صادقة، كل معضلة تجد حلها. وأمَّا إن لم تكن هناك إرادة فكل معضلة تبقى عقبة في وجه السلام.

أرضنا المقدسة، ختم البطريرك صباح رسالة الميلاد، متعطشة إلى سلامها وقداستها. وفِّروا للشعبين الحياة والأمن والكرامة التي يطلبانها. الحكم خدمة وعطاء قبل أن يكون منصبًا ومكاسب. نرجو أن يسعى قادتنا في هذه المرَّة سعيًا جادًا لإتمام ما كان يجب إتمامه منذ زمن طويل: أي العدل والسلام لشعبين قادرين أن يعيشا جنبًا إلى جنب وأن يكونا جارين متفقين.








All the contents on this site are copyrighted ©.