2005-12-16 15:35:56

كلمة قداسة البابا إلى القوات المسلّحة الإيطالية: فليقوّي زمن المجيء في قلوبكم الرغبة في ملاقاة المسيح، أمير السلام وينبوع فرحنا الحقيقي


تم الاحتفال عند الساعة العاشرة من صباح اليوم الجمعة بالقداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان من أجل ضباط وعناصر القوات المسلّحة الإيطالية. وفي ختام هذا الاحتفال توجّه قداسة البابا بندكتس السادس عشر إلى البازيليك الفاتيكانية، حيث ألقى كلمة أمام الحاضرين استهلّها معرباً عن سروره للقائهم في الفاتيكان، ووجه تحياته إلى جميع العاملين في القوات المسلّحة خاصاً بالذكر المرشد العسكري المطران أنجيلو بانياسكو، وزير الدفاع الإيطالي أنطونيو مارتينو، وكبار الضباط الذين شاركوا في القداس الإلهي.

وتابع البابا يقول: يدعونا زمن المجيء إلى التأمّل في الـ"عمانوئيل"، الله معنا، الذي جاء إلى العالم من أجل خلاصنا. ومع بداية التساعية الميلادية تتردّد في الليتورجية عبارة "مرانتاه، تعالى أيها الربّ يسوع"! وهي دعوة تنطلق من أفواه وقلوب المؤمنين في كافة أنحاء العالم.

ففي عيد الميلاد يأتي المسيح المنتظر الذي دخل مجمع الناصرة، وقال عن نفسه قارئاً من سفر النبي أشعيا: "روح الربّ عليّ لأنه (...) أرسلني لأعلن للمأسورين تخلية سبيلهم". (لوقا 4، 18)  لقد جاء مخلّص الإنسان ليُحررنا ويحطّم قيود الخطأ، والأنانية والخطيئة التي تجعل الإنسان أسيراً. لقد جاء المسيح ليحرّر، بقوة محبته، قلبَ الإنسان، فكم هو ضروري أن نستعد اليوم لاستقباله بتواضع وصدق!

من خلال سرّ ميلاد المسيح ـ تابع البابا يقول ـ أظهر الآب السماوي رحمته للبشرية كلّها. ولم يشأ أن يتركَ الإنسان وحده، فجاء لملاقاته مانحاً إياه الغفران ومحرّراً الإنسان من عبودية الخطيئة بقوة نعمته. فليقوّي زمن المجيء في قلوبكم ـ أيها الأخوة الأحباء ـ الرغبة في ملاقاة المسيح، أمير السلام وينبوع فرحنا الحقيقي.

نختبرُ كلّ يوم هشاشة الحياة الأرضية، تابع الحبر الأعظم يقول، ولكن بفضل تجسّد ابن الله الواحد يمكننا أن نرى ونلمس محبة الله التي تعطي معنىً وقيمة لوجودنا. إن الليتورجية تدفعنا في زمن المجيء إلى وضع ثقتنا بالرب القادر وحده على تحقيق رغبات قلوبنا. وإن مريم العذراء، التي قالت "نعم" للملاك جبرائيل، أتمت بالكامل مشيئة الله وانطلق بذلك سرّ الخلاص العظيم.

وأنهى قداسة البابا كلمته إلى القوات المسلّحة الإيطالية، في ختام القداس الإلهي، سائلاً العذراء مريم والدة الله القديسة، أن تقود خطواتهم نحو اللقاء مع "عمانوئيل"، الله معنا. هذا ثم منح قداسته أعضاء القوات المسلّحة الإيطالية وعائلاتهم فيض بركاته الرسولية، متمنياً للجميع ميلاداً مجيداً.








All the contents on this site are copyrighted ©.