2005-12-11 12:49:37

البابا يقول إنَّ المغارة تساعدنا على فهم سرِّ الميلاد الحقيقي، لأنَّها تتكلَّم عن الوداعة والطيبة الرحيمة للمسيح الذي افتقر لأجلنا وهو الغني


كعادته ظهر كلِّ أحد أطلَّ قداسة البابا على ساحة القديس بطرس ليتلو مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي. قال الأب الأقدس:"بعد الإحتفال بعيد السيدة العذراء سلطانة الحبل بلا دنس، ندخل في هذه الأيام في مناخ الإستعداد لعيد الميلاد المجيد. وفي المجتمع الإستهلاكي المعاصر، تخضع هذه الفترة ـ وللأسف ـ لنوع من "التلوث" التجاري، يهدِّد بتشويه الروح الحقيقي المطبوع بالتأمل والبساطة والفرح الداخلي "لا" الخارجي.

وإنَّه لمن العناية الإلهية، أن يكون عيد أمِّ يسوع، كـَ باب دخول إلى الميلاد. فمن أفضل منها قادر أن يرشدنا للتعرّف على ابن الله المتجسِّد ومحبَّته والسجود له. فلندعها ترافقنا، ولتحيينا مشاعرها، كيما نستعدَّ بقلب صادق وروح منفتح للإعتراف بأنَّ طفل بيت لحم، هو ابن الله الذي جاء إلى الأرض ليخلِّصنا. نسير معها في الصلاة، ونقبل الدعوة التي توجِّهها إلينا ليتورجية زمن المجيء وهي الإنتظار اليقظ والفرح، لأنَّ الربَّ لن يتأخر: فهو يأتي ليحرِّر شعبه من الخطيئة.

وأضاف البابا يقول: تقوم عائلات كثيرة وفقًا لتقليد جميل، وبعد الإحتفال بعيد السيدة العذراء، سلطانة الحبل بلا دنس، بإعداد مغارة الميلاد، لتعيش مجدَّدًا مع مريم هذه الأيام التي تسبق ميلاد يسوع. إنَّ إقامة المغارة في المنزل قادرة أن تُظهر طريقة بسيطة إنَّما فعَّالة، لنقل الإيمان إلى الأبناء. وتساعدنا المغارة أيضًا على التأمل بسرِّ محبَّة الله الذي تجلَّى في الفقر والبساطة بمغارة بيت لحم.

وفرنسيس الأسيزي كان مأخوذًا جدًّا بسرِّ التجسّد، وأراد أن يقدِّمه مجدَّدًا في غريتشو بالمغارة الحيَّة، فكان هكذا أوَّل من بدأ بتقليد شعبي قديم، يحافظ حتَّى يومنا هذا على قيمته من أجل البشارة. وتساعدنا المغارة أيضًا على فهم سرِّ الميلاد الحقيقي، لأنَّها تتكلَّم عن الوداعة والطيبة الرحيمة للمسيح الذي "افتقر لأجلنا وهو الغني". وفقره يغني مَن يعانقه كما وأنَّ الميلاد يمنح الفرح والسَّلام للذين، وكرعاة بيت لحم، قبلوا كلمات الملاك: "إليكم هذه العلامة: ستجدون طفلاً مقمطًا مضجعًا في مذود". وبقيت هذه العلامة، لنا أيضًا، نحن رجال ونساء الألفية الثانية. وكما كان يفعل البابا الحبيب يوحنا بولس الثاني، سأبارك بدوري "أشخاص الطفل يسوع" التي سيضعها أطفال روما في المغارة ببيوتهم. وبهذه الطريقة، أتضرَّع إلى الرب كيما تستعدَّ جميع العائلات المسيحيَّة للإحتفال بإيمان، بعيد الميلاد المجيد.

وبعد أن تلا الأب الأقدس صلاة التبشير الملائكي، حيَّا المؤمنين بلغات مختلفة وقال:"هذه السنة أيضًا، وخلال زمن المجيء، تقترح أبرشيَّة روما مبادرة "كنائس جديدة لروما". وفيما أشكر جميع الذين، وبالتزامهم السخي، سمحوا هذه السنوات بإقامة مراكز راعويَّة في الضواحي، أجدِّد النداء اليوم للجميع، لتقديم إسهامهم، ذلك أنَّه يوجد الكثير من العمل لإتمامه، بغية ضمان أمكان ملائمة لليتورجيا والتعليم المسيحي والأعمال الإجتماعيَّة والثقافية، للمؤمنين في هذه المدينة." وذكَّر البابا أيضًا بلقائه طلاب جامعات روما يوم الخميس القادم، الخامس عشر من الجاري، في بازيليك القديس بطرس، استعدادًا لعيد الميلاد.

                                                                                                                                 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.