2005-12-10 15:58:24

رسالة قداسة البابا بندكتس السادس عشر احتفالا باليوم العالمي للمريض المرتقب في أديلايد بأستراليا 11 شباط فبراير 2006


صدرت اليوم رسالة قداسة البابا بمناسبة اليوم العالمي للمريض المرتقب في أديلايد بأستراليا في شهر شباط فبراير 2006، وكتب فيها يقول: في الحادي عشر من فبراير المقبل، عيد عذراء لورد، سيُحتفل باليوم العالمي الرابع عشر للمريض. السنة الماضية، جرى الإحتفال في معبد مفوليي المريمي في ياونده، حيث جدَّد المؤمنون ورعاتهم، بإسم القارَّة الأفريقيَّة، التزامهم الراعوي في خدمة المرضى. أمَّا الإحتفال القادم فسيجري في أديلايد بأستراليا وسيُتوَّج بالقداس الإلهي في كاتدرائيَّة القديس فرنسيس كسافريوس.

وفي هذه المناسبة، أضاف الأب الأقدس يقول ترغب الكنيسة أن تحنو على المرضى، من خلال تحسيس الرأي العام على المشاكل المرتبطة بالإختلال في القوى العقليَّة. وعبر تذكّر الإهتمام الذي خصَّ به سلفي يوحنا بولس الثاني هذا الإحتفال السنوي، أودُّ بدوري أن أكون حاضرًا روحيًا في اليوم العالمي للمريض، للتفكير بتناغم مع المشاركين فيه بأوضاع المرضى العقليين، ولتشجيع التزام الجماعات الكنسيَّة على إظهار رحمة الربِّ تجاههم.

وتابع البابا رسالته متحدِّثًا عن غياب سياسة محدَّدة حول الصحة العقلية في دول عديدة من العالم، وأشار إلى أنَّ مدَّة النزاعات المسلَّحة في مناطق عديدة، والكوارث الطبيعيَّة المرعبة وانتشار الإرهاب، وفضلاً عن كونها تسبِّب عددًا كبيرًا من القتلى، فإنَّها أحدثت لدى كثيرين من الناجين صدمات نفسيَّة. وفي الدول التي تعيش نموًا اقتصاديًا هامًا، يقول الخبراء إنَّ التأثير السلبي لأزمة القيم الأخلاقيَّة هو وراء الأشكال الجديدة للمرض العقلي.

وأشار قداسة البابا إلى أنَّ ذلك ينمِّي الشعور بالوحدة ويهدِّد الأشكال التقليديَّة للتماسك الإجتماعي، بدءًا من مؤسَّسة العائلة وتهميش المرضى، سيَّما المرضى العقليين، إذ يُعتبرون غالبًا ثقلاً على العائلة والمجتمع. كما وشكر البابا جميع الذين يعملون على مختلف الأصعدة، كيلا يغيب روح التضامن ويتسمرّ الإهتمام بإخوتنا وأخواتنا، عبر الإستلهام من المثل والمبادئ الإنسانيَّة والإنجيليَّة.

وشجَّع الحبر الأعظم جهود جميع من يعملون كيما تؤمَّن العلاجات اللازمة للمرضى العقليين، وقال:للأسف، يبدو أنَّ الخدمات اللازمة لهؤلاء المرضى في مناطق عديدة من العالم، لا توجد أو غير كافية أم في حالة تفكك، والمجتمع لا يقبلهم دائمًا، ولهذا السبب نجد أيضًا بصعوبة الموارد البشرية والماديَّة اللازمة. ويشكِّل اليوم العالمي المقبل للمريض مناسبة ملائمة لإظهار التضامن مع العائلات التي تهتمُّ بالمرضى العقليين.

ودعا قداسة البابا المرضى إلى تقديم ألمهم إلى الآب، متأكدين بأنَّ كلَّ تجربة مقبولة باستسلام هي أهل للتقدير وتجذب العطف الإلهي على البشريَّة كلها. وعبَّر البابا ايضًا عن تقديره لجميع الذين يهتمّون بهم في مراكز الإستقبال والمستشفيات ومراكز العلاج وتشخيص الأمراض، وحثَّهم على تأمين كلِّ ما يلزم للمحتاجين إلى عناية طبيَّة وإجتماعية وراعوية، تحترم كرامة كلِّ كائن بشري. والكنيسة، ومن خلال نشاط المرشدين، ستقدِّم دومًا مساعدتها للمتألمين والذين يهتمّون بهم.

ودعا البابا أيضًا المنظمات المعنية بالصحة وجمعيات التطوع المجاني إلى دعم العائلات التي تهتمُّ بالمرضى العقليين، عبر أشكال ومبادرات ملموسة، وأشار إلى أنَّ كلَّ مسيحي، ووفقًا لرسالته ومسؤوليته الخاصة، مدعو إلى تقديم إسهامه الخاص كيما يُعترف بكرامة هؤلاء الإخوة والأخوات.

وفي ختام رسالته احتفالاً باليوم العالمي للمريض المرتقب في الحادي عشر من شباط فبراير المقبل، سأل قداسة البابا مريم العذراء أن تعضد جميع المصابين بالمرض وتؤازر الذين، وعلى مثال السامري الصالح، يخفِّفون من جراحهم، ومنح الجميع بركته الرسوليَّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.