2005-12-08 15:34:23

قداسة البابا يحتفل بالقداس الإلهي احتفالاً بعيد العذراء مريم سلطانة الحبل بلا دنس والذكرى السنوية الأربعين لإختتام المجمع الفاتيكاني الثاني


احتفل قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح الخميس بالقداس الإلهي في البازيليك الفاتيكانيَّة، وألقى عظة قال فيها:"لأربعين سنة خلت، وفي الثامن من كانون الأول ديسمبر من عام 1965، اختتم البابا بولس السادس في بازيليك القديس بطرس أعمال المجمع الفاتيكاني الثاني الذي افتُتح برغبة من البابا يوحنا الثالث والعشرين، يوم الحادي عشر من شهر تشرين الأول أكتوبر من عام 1962، عيد أمومة مريم، وانتهت أعماله في عيد الحبل بلا دنس." وعاد قداسة البابا بالذاكرة إلى كلمات السعيد الذكر البابا بولس السادس، في كلمته أثناء التصديق على الدستور المجمعي حول الكنيسة، حين قال إنَّ مريم هي حامية هذا المجمع. ولا انسى أيضًا كلماته: إنَّ مريم الكلية القداسة هي أمّ الكنيسة، فصفَّق آباء المجمع علامة تكريم لمريم، أمِّ الله، أمِّنا وأمِّ الكنيسة.

وتابع الأب الأقدس عظته متحدِّثًا عن معنى الحبل بلا دنس وقال: هناك بشارة الملاك لمريم، عذراء الناصرة، بمجيء المسيح، وسلام الملاك منسوج أيضًا بخيوط من العهد القديم. فمريم، هي مسكن الله الحي الذي لا يسكن في أبنية من حجر، بل في قلب الإنسان الحي، وفيها أيضًا تتحقَّق كلمات المزمور :"الأرض أعطت غلَّتها."

وأضاف البابا يقول:نعيش بطريقة صحيحة، إذا عشنا وفقًا لمشيئة الله التي ليست شريعة مفروضة على الإنسان من الخارج، إنَّما المقياس الداخلي لطبيعته، مقياس مكتوب في داخله، يجعل منه صورة الله وخليقة حرَّة. وإذا عشنا ضدَّ المحبَّة والحقيقة، ضدَّ الله، ندمِّر ذواتنا والعالم. وأشار قداسته إلى أنَّ الإنسان الذي يضع ذاته بين يدي الرب، لا يُصبح دمية متحرِّكة ولا يفقد حريَّته. وحده الإنسان الذي يتَّكل بالكامل على الله يجد الحريَّة الحقيقية، ووحده الإنسان الذي ينظر إلى الله، لا يُصبح صغيرًا بل كبيرًا. والإنسان الذي يضع ذاته بين يدي الرب، لا يبتعد عن الآخرين، بل على العكس، يتَّسع قلبه ويصبح إنسانًا حساسًا ومنفتحًا على الآخر.

وتابع البابا يقول: بمقدار ما يكون الإنسان قريبًا من الله، يكون أكثر قربًا من البشر. ونجد ذلك في مريم، فهي أمّ المعونة الدائمة، يستطيع أن يلجأ إليها كلُّ شخص عند الحاجة. إنَّ مريم هي علامة العزاء والتشجيع والرجاء، وهي تقول لنا: لا تخف، تجرأ على المواجهة بقلب نقي، فتكتشف عندها أنَّ حياتك تتسع وتستنير وتمتلئ بسيل لا يتنهي من المفاجآت، لأنَّ طيبة الله لامتناهية.

وفي ختام عظته احتفالاً بعيد العذراء الحبل بلا دنس وبمناسبة الذكرى الأربعين لإختتام أعمال المجمع الفاتيكاني الثاني، قال الأب الأقدس: نريد اليوم، في هذا العيد، أن نشكر الربَّ على إعطائنا مريم، أمّه وأم الكنيسة.








All the contents on this site are copyrighted ©.