2005-12-05 11:29:20

البابا يتحدث في صلاة التبشير الملائكي عن الحرية الدينية


كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة من ظهر الأحد حين أطل قداسة البابا بندكتس السادس عشر من على شرفة مكتبه الخاص ليتلو صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين الذين غصت بهم ساحة القديس بطرس وقدموا من إيطاليا ومن مختلف أنحاء العالم لسماع كلمة الحبر الأعظم والصلاة معه.

قال البابا أيها الأخوة والأخوات الأعزاء. في زمن المجيء وفي ما تتأهب الجماعة الكنسية للاحتفال بسر التجسد العظيم تدعى إلى اكتشاف علاقتها الشخصية مع الله. إن زمن المجيء مجيء المسيح يظهر تحرك الله نحو البشرية حيث كل مؤمن مدعو إلى التجاوب من خلال الانفتاح والانتظار والبحث والتعمق. وكما أن الله حر في الإعلان عن نفسه ومنح ذاته بدافع المحبة كذلك الشخص البشري حر في إعطاء ذاته لأن الله ينتظر جواب محبة.

في هذه الأيام مضى البابا إلى القول تقدم لنا الليتورجية مريم العذراء نموذجا كاملا وساطعا لهذا الجواب. وفي الثامن من الجاري سنتأمل في سر الحبل بلا دنس. العذراء تنتظر وتنصت مستعدة لإتمام مشيئة الرب. وهي مثال للمؤمن الباحث عن الله. ولهذا الموضوع وكذلك أيضا للعلاقة بين الحقيقة والحرية كرس المجمع الفاتيكاني الثاني اهتماما خاصا إذ وافق آباء المجمع لأربعين سنة خلت على بيان يتعلق بالحرية الدينية أي حق الأشخاص والجماعات في البحث عن الحقيقة وممارسة إيمانهم بحرية تامة.

أولى كلمات هذا البيان تحكي عن كرامة الشخص البشري. الحرية الدينية تتأتى من كرامة الإنسان القادر من بين جميع المخلوقات على الأرض على إقامة علاقة حرة ومسؤولة مع خالقه. يقول المجمع المسكوني: إن جميع الناس بمقتضى كرامتهم وبما أنهم أشخاص أي متزينون بالعقل والإرادة الحرة وبالتالي بالمسؤولية الشخصية مدفوعون بطبيعتهم ذاتها إلى البحث عن الحقيقة وملزمون به أدبيا، تلك الحقيقة التي تتناول الديانة أولا. بهذه الكلمات أكد المجمع الفاتيكاني الثاني العقيدة الكاثوليكية التقليدية حيث الإنسان لكونه مخلوقا روحيا بإمكانه أن يعرف الحقيقة وبالتالي من واجبه ومن حقه أن يبحث عنها. يشدد المجمع المسكوني على الحرية الدينية الواجب ضمانها للأفراد والجماعات على السواء ضمن احترام مقتضيات النظام العام.

مضى البابا إلى القول إن هذا التعليم المجمعي لا يزال حاليا رغم مرور أربعين سنة. في الواقع إن الحرية الدينية بعيدة عن أن تكون مضمونة. ففي بعض الحالات تُحرم لأسباب دينية أو إيديولوجية. وأحيانا أخرى وإن كان معترف بها تصطدم بالسلطة السياسية أو بالسيطرة الثقافية للنسبية. لنرفع صلواتنا أيها الأخوة والأخوات الأعزاء قال البابا كي تتحقق الدعوة الدينية ولتساعدنا مريم لنرى في وجه طفل بيت لحم الفادي الإلهي الذي جاء إلى العالم ليعلن على الجميع وجه الرب. هذا ثم تلا قداسة البابا مع المؤمنين صلاة التبشير الملائكي. ووجه تحيات بلغات عديدة إلى الوفود الحاضرة وبارك الحاضرين متمنيا للجميع يوم أحد سعيد.    

 








All the contents on this site are copyrighted ©.