2005-12-05 12:41:55

إنجيل الأحد 04 كانون الأول ديسمبر 2005. وقفة تأمل أسبوعية حول كلمة الحياة


إنجيل الأحد (مرقس 1: 1 ـ 8)

بدء بشارة يسوع المسيح ابن الله: كُتب في سفر النبي أشعيا: "هاءنذا أُرسل رسولي قدَّامك ليُعدَّ طريقك. صوت منادٍ في البرية: أعدوا طريق الرب واجعلوا سبله قويمة." فتمَّ ذلك يوم ظهر يوحنا المعمدان في البرية، يعظُ بمعمودية التوبة لغفران الخطايا. وكان يخرج إليه أهل بلاد اليهودية كلها وجميع أهل أورشليم، فيعتمدون على يده في نهر الأردن معترفين بخطاياهم. وكان يوحنا يلبس ثوبًا من وبر الإبل ويقتات من الجراد والعسل البري. وكان يعلن فيقول:"يأتي بعدي من هو أقوى مني، من لستُ أهلاً لأنْ أنحني فأحُلَّ سيرَ نعليْه، أنا عمَّدتكم في الماء، وأمَّا هو فيعمِّدكم في الروح القدس." RealAudioMP3

 

التأمل

يطالعنا القديس مرقس بعناوين مشروعه في بداية إنجيله: ا- قراءة لرسالة يسوع في ضوء شخصيته : هو ابن الله التجسّد ب- تجذّر هذه الرسالة في العهد القديم الذي كمّله يسوع في العهد الجديد ج-المنظور النبوي عند يسوع يؤدي بنا إلى القيامة . جميلٌ أن يشدّد القديس مرقس على أن يسوع المسيح هو ابن الله وأن يصف لنا يوحنا المعمدان بأنه الرسول ، الصوت المنادي في البريّة ليعدّ طريق الرب ، كما قال آشعيا النبي ، ويجعل سبله قويمة .هو إعتلان وحدة الآب مع الابن يسوع المسيح الذي صار بشراً وسكن بين أهل فلسطين .وما نحن مدعوون إليه أن يكون يسوع جوهر إيماننا ، لأن المسيحية انتماء والتصاق وارتباط بشخص يسوع المسيح ليست مجرّد تديّن

أو أخلاقية .

مسيرتنا ابتدأت منذ انطلق مشروع الآب الخلاصي :بكامل حريتنا نجدّ السير إلى لقاء يسوع مثلما زارت مريم نسيبتها أليصابات . كلّ طريق محفوف بالمخاطر ، فعلينا أن نذلّل الصعاب ونزيل العراقيل التي تقف حاجزاً أمام تقدّمنا ، كما فعل يوحنّا المعمدان ،كي نجعل من توبتنا ومثابرتنا طريقا ممهداً وسبيلاً قويماً أمام الرب .

كم من الأودية ارتفعت ، ومن الجبال انخفضت ، ومن الأشجار قطعت لتعبّد طرقات وتشقّ أنفاق لنعبر نحن ونسلك فيها وعليها آمنين ؟ الكنيسة مدعوة ، وكل فرد منا ، لاستقبال ملك المجد بتهيئة طريق توبتنا وفرشها بزهور التواضع والتضحية والمحبة.

يوحنا المعمدان يذيع على مسامعنا وبعلن بأن يسوع ، الآتي من بعده وهو أقوى منه ، هو المسيح المنتظر :وهو متى جاء يعمدنا بالروح القدس ويطهر فكرنا وقلبنا وإرادتنا من كل انشغال دنيوي . نحن رسل الكلمة الطيبة والشهادة الصادقة بأقوالنا وأفعالنا وأفكارنا . أليس صادقاً من قال : إن الذين يحبون الله يشبهونه شيئاً فشيئاً .

فيا أيها الرب القدير والرحيم لا تدع هموم حياتنا اليومية تعرقل سيرنا وتقدمنا نحو ابنك  ، بل أيقظ في قلوبنا نقاوة الاستعداد لاستقباله والعيش معه  آمين .

 








All the contents on this site are copyrighted ©.