2005-11-27 13:02:59

إنجيل الأحد 27 تشرين الثاني نوفمبر وقفة تأملية حول كلمة الحياة


"فاحذروا واسهروا، لأنكم لا تعلمون متى يحين الوقت.  فمثل ذلك كمثل رجل سافر وترك بيته، وفوّض الأمر إلى عبيده، كلّ واحد وعمله، وأوصى البواب بالسهر.  فاسهروا إذاً، لأنكم لا تعلمون متى يأتي ربّ البيت: أفي المساء أم في منتصف الليل أم عند صياح الديك أم في الصباح، لئلا يأتي بغتة فيجدكم نائمين.  وما أقوله لكم أقوله للناس أجمعين: اسهروا!" (مرقس 13: 33-37)

RealAudioMP3

 

التأمل:

       تدعونا السنة الطقسية الجديدة التي نفتتحها اليوم إلى الغوص مع الكنيسة كلّها في سرّ محبة الله لنا الذي وعدنا بالخلاص فكان لنا بتجسّد ابنه يسوع أول علامة ومن ثم بموته وقيامته المجيدة.  فنحن مدعوون إلى إحياء النعمة الموجودة فينا والتعبير عنها وعيشها في قلب الكنيسة والجماعة.  فالإنسان يتوق إلى عيش شراكة جماعية، وهو المخلوق على صورة الله الواحد والثالوث، يجدها في قلب الكنيسة جسد المسيح السري.  كيف لا والإنسان كائن اجتماعي شريك لأخيه الإنسان في الحياة، يصبح بعد أن تعمّد كائناً كنسياً.  هذه هي دعوة الكنيسة لنا لنسير على درب الخلاص بالإيمان والرجاء والمحبة والعيش البنويّ والأخوي.

       "منذ الآن نحن أبناء الله" يقول يوحنا الرسول في رسالته الأولى، فبالعماد أصبحنا أبناء لله، صرنا أحراراً لا يكبّلنا كبت ولا خطيئة ولا عادات ولا اكتفاء ذاتي.  يوصينا يسوع بالسهر على ذواتنا بالمحافظة على هدوئنا وسلامنا الداخلي، بالانتباه إلى حاجات بعضنا البعض وأن نتحمّل مسؤوليات حياتنا بشجاعة. 

يقول الإنجيل: "وفوّض الأمر إلى عبيده كلّ واحد وعمله وأوصى البواب بالسهر".  الله عادل والعدالة تُطبّق على الأرض، ولكّن الله يريد رحمة لا ذبيحة: طريق الإنسان نحو الربّ مشروطة بقلب نقيّ ونفس بارة وأعمال زكية فالبرارة هي تناغم العيش مع إخوتنا ومع الله بالنعمة وأسرار هذه النعمة.  لسنا نرجو مكافأة على تعب ولن نجد قاعدة حياة في نهاية المسيرة، بل مشاهدة وجه من نحبّ، غاية انتظارنا وهو يسوع المسيح.

"وجهَك يا ربّ ألتمس" تقول المزامير، وهذا يتطلّب منا سعياً حراً وحثيثاً، داخلياً وشخصياً كي نصل إلى اللقاء الشخصي بيسوع المسيح:  كقول يوحنا المعمدان "هذا هو حمل الله"، أو كدعوة يسوع إلى يعقوب ويوحنا: "تعاليا وانظرا". 

"وما أقوله لكم أقوله للناس أجمعين: اسهروا".  ونحن نجيبك يا رب في زمن المجيء هذا: نحن دوماً مستعدون.  آمين








All the contents on this site are copyrighted ©.