2005-11-26 15:31:56

كلمة قداسة البابا إلى مجموعة من الأساقفة البولنديين في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان مجموعة من الأساقفة البولنديين في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية.  وجّه الحبر الأعظم لضيوفه كلمة استهلّها مرحباً بهم ومعرباً عن سروره الكبير لاستقبالهم في الفاتيكان، وأكد أن زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية تشكّل تعبيراً حياً عن الرباط الذي يجمع الكنيسة البولندية بخليفة بطرس. 

ثم انتقل قداسته إلى الحديث عن تربية الأجيال الناشئة، وقال إن سلفه السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني حثّ الكنيسة في القارة الأوروبية، من خلال الإرشاد الرسولي "الكنيسة في أوروبا"، على إيلاء اهتمام خاصّ بتربية الشبان على الإيمان.  ودعا بندكتس السادس عشر رعاة الكنيسة إلى صبّ اهتمامهم على العائلة التي تبقى "مهداً لتنشئة كل كائن بشري".

وأكد الحبر الأعظم أن تنشئة الأجيال الفتية مهمة تقع على عاتق الوالدين والكنيسة والدولة.  ومن هذا المنطلق تنبع ضرورة تعزيز التعاون بين الكنيسة ومختلف المؤسسات التربويّة.  وقد اكتسب هذا التعاون بُعداً جديداً في بلادكم على أثر التحولات الجذرية التي بدأت تشهدها بولندا في عام 1989، سيما بعد أن وُضعت ركائز جديدة للتعليم المسيحي في المدارس.

وتابع قداسته كلمته إلى الأساقفة البولنديين حاثاً أصحاب السيادة على تكثيف الجهود من أجل تقديم تعليم مسيحي ملائم للبالغين، مرتكزين إلى كتابَي "التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية" و"العقيدة الاجتماعية للكنيسة"، دون غض النظر عن الإرشادات الرسولية، والرسائل العديدة التي وجّهها قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى أبناء الأمة البولندية في مناسبات عدة، سيما أثناء زياراته الرسولية إلى بلده الأم. 

بعدها انتقل البابا إلى الحديث عن التعليم الجامعي، وقال: بعد سنوات طويلة من انعدام الحرية في المجتمع البولندي، تمكّنت الكنيسة من إنشاء جامعات كاثوليكية وكلياتٍ للاهوت في مختلف أنحاء البلاد.  كما سطّر قداسته أهمية الدور الذي تلعبه في مجتمعات اليوم وسائل الاتصالات الاجتماعية، إذ لا يقتصر مجال عملها على نقل الأنباء والمعلومات وحسب، بل هي مدعوة إلى تنشئة المواطنين، ويمكنها أن تشكّل بالتالي أداة فاعلة للتبشير بالإنجيل.  وهذه مسؤولية ـ قال الحبر الأعظم ـ تقع بنوع خاص على عاتق المؤمنين المسيحيين العلمانيين المدعوين إلى نشر القيم الإنجيلية، من خلال الصحف والمجلات والمحطات الإذاعية والتلفزيونية وشبكة الإنترنت.  وفي ختام كلمته إلى الأساقفة البولنديين منح قداسة البابا ضيوفه وأبناء الأمة البولندية كلّها فيض بركاته الرسولية.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.