2005-11-25 15:53:54

البابا يفتتح السنة الأكاديمية في جامعة القلب الأقدس الكاثوليكيَّة: في بحر الثقافة الواسع، يحتاج المسيح دومًا إلى "صيادي بشر"، إلى أشخاص يتحلّون بضمير حيٍّ ويضعون كفاءاتهم المهنيَّة في خدمة ملكوت الله


زار قداسة البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الجمعة مقرَّ جامعة القلب الأقدس الكاثوليكيَّة في روما، حيث افتتح رسميًا السنة الأكاديمية 2006 ـ 2005، ووجَّه كلمة مسهبة للحاضرين، من أساتذة وطلاب وأطباء قال فيها: لا يسعنا إلاَّ أن نتذكَّر الأيام الأخيرة من حياة يوحنا بولس الثاني، فقد اتجَّهت الأنظار حينها، ومن مختلف أنحاء العالم إلى مستشفى جيمللي،حيث قدَّم البابا من غرفته تعليمًا فريدًا، لا يُضاهى، حول المعنى المسيحي للحياة والألم.

وانتقل الأب الأقدس ليتحدَّث عن جامعة القلب الأقدس الكاثوليكيَّة التي تعدُّ اليوم زهاء 40 ألف طالب، وعن ارتباطها بالكرسي الرسولي من خلال معهد تونيولو للدراسات العليا، وتوقَّف عند الرسالة الأصيلة والحالية لهذه الجامعة الكاثوليكيَّة، مسلِّطًا الضوء على ما قاله رئيسها:إنَّ رسالة الجامعة هي القيام بالبحث العلمي والنشاطات التعليميَّة وفقًا لبرنامج ثقافي وتربوي، لخدمة النشئ الجديد ونموّ المجتمع، الإنساني والمسيحي. وبالتالي، ذكَّر البابا أيضًا بإرث التعليم الغني الذي تركه يوحنا بولس الثاني، وخصوصًا الدستور الرسولي حول الجامعات الكاثوليكيَّة الذي صدر عام 1990.

ودعا قداسة البابا الجميع إلى رمي الشباك في عرض البحر، واثقين بكلام المسيح، حتَّى وإنْ اختبروا أحيانًا مرارة عدم اصطياد شيء، وقال: في بحر الثقافة الواسع، يحتاج المسيح دومًا إلى "صيادي بشر"، إلى أشخاص يتحلّون بضمير حيٍّ ويضعون كفاءاتهم المهنيَّة في خدمة ملكوت الله. وذكَّر الأب الأقدس بالبحث الذي تواصل الجامعة الكاثوليكيَّة القيام به، وقال إنَّه يهدف إلى مجد الله ونموّ البشرية، الروحي والمادي.

وفي ختام كلمته إلى أساتذة جامعة القلب الأقدس الكاثوليكيَّة وطلابها قال البابا بندكتس السادس عشر:إنَّ السنة الأكاديميَّة التي افتتحناها اليوم هي 85 في تاريخ هذه الجامعة، وقد بدأت الدروس الأولى في ميلانو في ديسمبر كانون الأوَّل من عام 1921. وفيما أرفع الشكر لله على هذه المسيرة الطويلة والخصبة، أحثّكم على البقاء أمناء لروح هذه الجامعة، وهكذا، تستطيعون أن تحقِّقوا انسجامًا متناغمًا بين الهوية الكاثوليكيَّة والإنخراط الكامل في النظام الجامعي الإيطالي، وفقًا لبرنامج جوزيبي تونيولو والأب أغوسطينو جيمللي. ودعا قداسته أيضًا إلى مواصلة بناء جامعة القلب الأقدس الكاثوليكيَّة، يومًا بعد يوم، بفرح وسرور، هذا ثمَّ منح الجميع بركته الرسوليَّة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.