2005-11-24 17:11:38

تحرير البشرية من الجوع هدف سام : كلمة قداسة البابا إلى المشاركين في المؤتمر 33 لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتَّحدة


استقبل قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر اليوم في الفاتيكان المشاركين في المؤتمر الثالث والثلاثين لمنظَّمة الأغذية والزراعة للأمم المتَّحدة (فاو)، يتقدَّمهم الدكتور جاك ضيوف، مديرها العام، ووجَّه لهم كلمة ضمَّنها تحيَّة حارَّة للجميع، وقال إنَّه أوَّل لقاء يجمعه بهم ويشكِّل مناسبة للتعرّف عن كثب على جهودهم المبذولة في خدمة هدف سام، وهو تحرير البشريَّة من الجوع. وأضاف قداسته يقول: إنَّ هذه المناسبة ملائمة جدًا للتعبير عن تقديري الكبير للمبادرات التي قامت بها الفاو خلال السنوات 60 الفائتة، مدافعة بكفاءة ومهنيَّة عن قضيَّة الإنسان، إنطلاقًا من الحقِّ الأساسي لكلِّ إنسان وهو "التحرّر من الجوع."

وأشار الأب الأقدس في كلمته إلى أنَّ البشريَّة تعيش حاليًا تناقضا كبيرًا: فمن جهة أولى، هناك دومًا إنجازات جديدة وإيجابيَّة في المجال الإقتصادي والعلمي والتكنولوجي، ومن جهة ثانية يلاحَظ نمو الفقر في العالم، وأضاف يقول إنَّ خبرة (الفاو) على مرِّ السنين قادرة على وضْع طريقة ملائمة، لمحاربة الجوع والفقر، بنجاح كبير. وقد اختارت خلال هذه الأعوام فتْح آفاق جديدة لنشاطاتها، واجدة في "حوار الثقافات" وسيلة قادرة على تحسين أوضاع النمو والأمن الغذائي.

اليوم وأكثر من أيِّ وقت مضى، أضاف البابا يقول، هناك حاجة لوسائل فعَّالة للتغلب على محاولات النزاع بين مختلف النظرات الثقافية، الإتنيَّة والدينيَّة، ولا بدَّ من بناء علاقات دوليَّة على أساس احترام الإنسان ومبادئ التعايش. ولا بدَّ من الإعتراف أيضًا، قال البابا، بأنَّ التقدم التقني، الضروري، ليس كلّ شيء: لأنَّ التقدّم الحقيقي هو الذي يحمي كرامة الإنسان ويُتيح لكلِّ شعب تقاسم ثراوته الخاصَّة، الروحيَّة والماديَّة، من أجل منفعة الجميع.

وذكَّر البابا في كلمته إلى المشاركين في المؤتمر 33 للفاو بضرورة مساعدة السكَّان الأصليين، وقال بينما تخضع مناطق عديدة لإجراءات دوليَّة، هناك ملايين الأشخاص المحكوم عليهم بالجوع، في مناطق تشهد نزاعات منسيَّة من قبل الرأي العام، لكونها داخليَّة، إتنيَّة أم قبليَّة، ناهيك عن الخسائر البشريَّة وتهجير الناس من أرضهم، فيُجبرون بالتالي، وللهرب من موت محتَّم، على ترْك منزلهم المؤقت في مخيَّمات اللاجئين.

ورحَّب قداسة البابا في كلمته بالمبادرة التي أطلقتها الفاو بشأن استدعاء الدول الأعضاء لمناقشة الإصلاح الزراعي والتنمية الريفيَّة. وهو مجال ليس بجديد وقد اهتمَّت به الكنيسة على الدوام، معبِّرة عن قلقها إزاء أوضاع صغار المزارعين في الأرياف، الذين يشكِّلون جزءًا فاعلاً من سكان البلدان الفقيرة. وربَّما قد تكون الطريق لمساعدتهم هي في تأمين الموارد والأدوات التي لا بدَّ منها، بدءًا بوسائل التنشئة والتربية.

وتابع البابا كلمته قائلا:"بعد أيام قليلة، سيشارك كثيرون بينكم في هونغ كونغ في طاولة المفاوضات المتعلِّق بالتجارة الدوليّة، سيَّما بالمنتوجات الزراعيَّة، ويتمنَّى الكرسي الرسولي التضامن مع الأقل حظًا، والتخلي عن المصالح المحليَّة ومنطق التسلّط."

وفي ختام كلمته إلى المشاركين في المؤتمر الثالث والثلاثين لمنظَّمة الأغذية والزراعة للأمم المتَّحدة قال الأب الأقدس: "إنَّ جهودكم المبذولة تشكِّل شهادة على زيادة الإقتناع الراسخ والقوي بضرورة محاربة الجوع. فلينر الرب الكلي القدرة قراراتكم ويثبّتكم في خدمة الخير العام."

 








All the contents on this site are copyrighted ©.