في مقابلة الأربعاء العامَّة، قداسة البابا يحدِّث المؤمنين عن الفصل الأول من رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس

أجرى قداسة البابا بندكتس السادس عشر مقابلته العامَّة صباح الأربعاء في ساحة القديس بطرس بحضور نحو 27 ألف مؤمن حدَّثهم عن الفصل الأوَّل من رسالة القديس بولس إلى أهل أفسس، من الآية الثالثة حتَّى العاشرة.

"تباركَ إلهُ ربِّنا يسوعَ المسيح وأبوه، باركنا في المسيحِ كلَّ بركةٍ روحيَّة في السموات، ذلك بأنَّه اختارنا قبلَ إنشاءِ العالم، لنكونَ عندَه قديسينَ بلا عيبٍ في المحبَّة، وقدَّر لنا أنْ يتبنَّانا بيسوعَ المسيح، على ما ارتضته مشيئتُه، لحمْدِ نعمتهِ السنيَّةِ التي أنعمَ بها علينا في الحبيب، فكانَ لنا منه الفداءُ بدمهِ والصَّفحُ عن الزلات، على مقدار نعمتهِ الوافرة التي أفاضها علينا، بكلِّ ما فيها من حكمةٍ وبصيرة فأطلعنا على سرِّ مشيئته، أي ذلكَ التدبيرِ الذي ارتضى قضاءَه في المسيح ليحقِّقَه عندما تتمُّ الأزمنة، فيجمعَ في المسيح كلُّ شيءٍ ممَّا في السموات وفي الأرض."

قال الأب الأقدس:"إنَّ صلوات المساء تقترح أسبوعيًا على الكنيسة المصلِّية، نشيد الإفتتاحية هذا إلى أهل أفسس، وهو نشيد تسبيح يرتفع إلى الله، أب ربِّنا يسوع المسيح." ويقول القديس بولس في رسالته إنَّ الله قد اختارنا من  قبل إنشاء العالم: وهي دعوة لنكون قدِّيسين وأخوة في المسيح. وهذه العطيَّة قدَّمها لنا يسوع المسيح، وتدخل في مخطَّط التدبير الإلهي للخلاص.

ومن ثمَّ أضاف البابا يقول: هناك عطيَّة النعمة "وقدَّر لنا أن يتبنَّانا بيسوع المسيح"، وهذه النعمة الوافرة التي أفاضها علينا بابنه، هي ظهور محبَّته التي تغمرنا وتبدِّلنا. وندخل هكذا في العمق اللامتناهي لسرِّ الله، الذي أظهره بنعمة، إلى منْ دُعي بنعمة ومحبَّة، ذلك أنَّه من المستحيل، وعبر العقل والقدرة البشريَّة، إدراك سرِّ المشيئة الإلهيَّة. وقد جاء في رسالة القديس بولس إلى أهل قورنتس:"أعدَّ الله للذين يحبُّونه كلَّ ما لم ترَهُ عينٌ ولا سمعت به أذن ولا خطرَ على قلبِ بشر. فلنا كشفه الله بالروح، لأنَّ الروح يفحص عن كلِّ شيء حتَّى عن أعماق الله." وختم الأب الأقدس تعليمه الأسبوعي محييا المؤمنين بلغات مختلفة وخصَّ بالذكر المرضى والشبان والأزواج الجدد، ودعا الجميع إلى الإستعداد روحيًا لزمن المجيء، عبر انتهال القوَّة من كلمة الله والإفخارستيا.