2005-11-20 13:37:16

البابا: ملكوت المسيح عطيَّة مقدَّمة لأناس كلّ زمن، كي لا يهلكَ مْن يؤمن بالكلمة المتجسِّد، بل ينال الحياة الأبديَّة. المسيح هو الألف والياء، البداية والنهاية


كعادته ظهر كلِّ أحد، تلا قداسة البابا بندكتس السادس عشر صلاة التبشير الملائكي مع مؤمنين كثر احتشدوا في ساحة القديس بطرس للإصغاء إلى كلمة الأب الأقدس ونيل بركته الرسولية. قال البابا:"اليوم، هو الأحد الأخير من السنة الطقسيَّة، وتحتفل الكنيسة بعيد المسيح الملك. ومنذ البشارة بميلاده، دُعي ابن الله الوحيد، المولود من مريم العذراء، "ملكًا" بالمعنى المسيحاني، أيّ وريث عرش داود، حسب وعود الأنبياء، لمُلكٍ لن يكون له انقضاء. وملوكيَّة المسيح بقيت مخبأة حتى سنيه الثلاثين التي قضاها في الناصرة.

ومن ثمَّ، تابع قداسة البابا كلمته قائلا: افتتح يسوع الملكوت الجديد، "الذي ليس من هذا العالم"، وفي النهاية، حقَّقه بالكامل، بموته وقيامته. وقد تراءى للرسل وقال لهم:"إنّي اُوليتُ كلَّ سلطان في السماء والأرض": وهذا السلطان ينبع من المحبَّة التي أظهرها الله بالكامل، في ذبيحة ابنه. وملكوت المسيح عطيَّة مقدَّمة لأناس كلّ زمن، كي لا يهلكَ مْن يؤمن بالكلمة المتجسِّد، بل ينال الحياة الأبديَّة. ولهذا ففي رؤيا القديس يوحنا، يقول إنَّه "الألف والياء، البداية والنهاية."

"المسيح الألف والياء"، أضاف البابا يقول، هو عنوان المقطع الأخير من القسم الأوَّل من الدستور الراعوي" فرح ورجاء" حول الكنيسة في عالم اليوم، ونحتفل هذه السنة أيضًا بالذكرى السنوية الأربعين لصدوره. وفي هذه الصفحة الرائعة التي تستعيد بعض كلمات السعيد الذكر البابا بولس السادس نقرأ أنَّ السيِّد المسيح، هو نهاية التاريخ الإنساني، والنقطة التي تلتقي فيها رغبات التاريخ والحضارة، هو نقطة ارتكاز الجنس البشري، وهو فرح جميع القلوب. ونحن الذين أحيانا وجمعنا بروحه، إنَّما نسير نحو كمال التاريخ الإنساني الذي يتناسب تمامًا ومخطَّطه المجبول بالحبِّ:"فيجمعَ في المسيح كلَّ شيء ممَّا في السماوات وفي الأرض."

وفي ضوء مركزيَّة المسيح، قال البابا، يترجم الدستور الراعوي "فرح ورجاء" أوضاع إنسان عصرنا، دعوته وكرامته، وبيئات حياته: العائلة، الثقافة، الإقتصاد، السياسة والمجتمع الدولي. وهذه هي رسالة الكنيسة، الأمس، اليوم وإلى الأبد: إعلان المسيح والشهادة له، كي يتمكَّن الإنسان، كلُّ إنسان، من تحقيق دعوته بالكامل.

وفي ختام كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي، سأل قداسة البابا العذراء مريم أن تجعلنا نقبل ابنها سيدًا على حياتنا، للتعاون بأمانة لمجيء ملكوته، ملكوت المحبَّة والعدالة والسَّلام.

ومن ثمَّ حيَّا قداسة البابا المؤمنين، وبلغات مختلفة، وخصَّ بالذكر الكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين الذين يشاركون هذا الأحد، في كاتدرائيَّة غوادالاخارا بالمكسيك، في احتفال تطويب الشهداء أناليكتو غونزاليس فلوريس ورفاقه السبعة. وقال الأب الأقدس، إنَّ هؤلاء الشهداء، يقدِّمون لنا مثالا دائمًا ودافعًا لتقديم شهادة صادقة على إيماننا في مجتمع اليوم. 

وذكَّر الأب الأقدس بالإحتفال غدًا الإثنين بعيد تقدمة مريم الكلية القداسة إلى الهيكل ويوم الراهبات المحصَّنات، وأضاف يقول:" يُخصَّص هذا الأحد لضحايا حوادث السير، وأكل إلى محبَّة الآب، جميع الأشخاص الذين ماتوا في حوادث السير وأدعو جميع سائقي السيارات إلى القيادة بحذر ومسؤوليَّة، كيما وبالتعاون مع السلطات، تتمَّ مكافحة هذا الشرِّ الإجتماعي ويُقلَّص عدد الضحايا. هذا وتمنَّى قداسة البابا للجميع إمضاء يوم أحد سعيد.








All the contents on this site are copyrighted ©.