2005-11-09 16:08:59

في مقابلة الأربعاء العامَّة قداسة البابا يحدِّث المؤمنين عن المزمور 135:إعترفوا للربِّ فإنَّه صالحٌ وإنَّ إلى الأبدِ رحمتَه


أجرى البابا بندكتس السادس عشر صباح اليوم الأربعاء في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان مقابلته العامَّة المعتادة مع المؤمنين بحضور نحو 25.000 مؤمن وزائر بلدان عديدة، وتابع تعاليمه الأسبوعيَّة شارحًا المزمور 135 من مزامير صلاة المساء: "إعترفوا للربِّ فإنَّه صالحٌ وإنَّ إلى الأبدِ رحمتَه. اعترفوا لإلهِ الآلهة فإنَّ إلى الأبد رحمتَه. اعترفوا لسيِّد السادةِ فإنَّ إلى الأبدِ رحمتَه. لصانعِ المعجزاتِ العِظام وحدَه فإنَّ إلى الأبد رحمتَه. لصانعِ السماوات بحكمةٍ فإنَّ إلى الأبد رحمتَه. لباسط الأرض على المياه فإنَّ إلى الأبدِ رحمتَه. لصانعِ الأنوارِ العِظام فإنَّ إلى الأبد رحمتَه. الشمسِ لحُكم النهار فإنَّ إلى الأبد رحمتَه. والقمرِ والكواكبِ لحُكم الليلِ فإنَّ إلى الأبدِ رحمتَه."

قال الأب الأقدس:"في كلمات المزمور "إنَّ للأبدِ رحمتَه" نلاحظ اللغة التي يستخدمها الكتاب المقدَّس للتعبير عن العهد القائم بين الربِّ وشعبه، ونجد أيضًا تشبيهًا ملخَّصًا للعلاقة العميقة التي أقامها الخالق مع خليقته، ويَظهر الربُّ كشخص يحبُّ خلائقه ويسهر عليها ويرافقها في مسيرة التاريخ، ويتألَّم أيضًا لعدم الأمانة التي يظهرها الشعب أمام محبَّته الرحمية والأبويَّة."

أمَّا العلامة الأولى المرئية لهذه المحبَّة الإلهيَّة، يقول صاحب المزامير، فينبغي البحث عنها في الخليقة. يتوقَّف النظر أوَّلاً، مليئًا بالإعجاب والدهشة، على الخلائق:السماوات والأرض والمياه والقمر والنجوم. وقبل اكتشاف الله الذي يظهر في تاريخ شعب، هناك وحيٌ كونيّ مقدَّم للبشريَّة جمعاء، من الخالق الأوحد "إله الآلهة" و"سيِّد السادة."

وكما جاء في المزمور 18، أضاف قداسة البابا يقول:"السماوات تنطقُ بمجدِ الله والجلدُ يُخبرُ بعمل يديه. يوم ليوم يُفيض قولاً، وليلٌ لليلٍ يُبدي عِلمًا." فنحن أمام رسالة إلهيَّة محفورة في الخليقة، علامة أمانة الله المحبَّة. وينبغي أن تكون عيوننا صافية للتأمل بهذا التبيان الإلهي، متذكِّرين ما ورد في سفر الحكمة:"فإنَّ بعِظم جمالِ المبروءات يُبصَرُ فاطرُها على طريق المقايسة." وهكذا يرتفع التسبيح من التأمل بالمعجزات العِظام التي صنعها الله، ويتحوَّل بالتالي إلى نشيد تسبيح وشكر لله.

وفي ختام تعليمه الأسبوعي، وجَّه الأب الأقدس تحياته للجميع وبلغات مختلفة سيَّما للشبيبة والمرضى والأزواج الجدد وقال:"في هذا اليوم الذي نحتفل فيه بتكريس بازليك يوحنا اللاتيران، كاتدرائيَّة روما، أدعوكم إخوتي وأخواتي إلى الإتحاد مع الكنيسة جمعاء لرفع صلاة حارَّة إلى المسيح المخلص، فادي الإنسان، كيما تقبل البشرية عطية خلاصه.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.